أما الذين سمّيتموهم أنتم وآباؤكم بخلفاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّهم كانوا يجهلون كثيرا من الظواهر فكيف بعلم الغيب؟! ولقد رويتم في كتبكم أنّ الخلفاء الثلاث كثيرا ما كانوا يراجعون الإمام عليّ عليهالسلام أو غيره من الصحابة في الأحكام والمسائل الدينيّة التي كانت ترد عليهم ، ولا سيما عمر بن الخطّاب الذي قال في أكثر من مورد [لو لا عليّ لهلك عمر ، ولا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن] كما نقلنا بعضها من كتب أعلامكم ومحدثيكم.
وأما سؤالكم عن دليلنا على أنّ عليا عليهالسلام كان يحظى بعلم الغيب ، فالأحاديث المرويّة في كتبكم عن رسول الله (ص) في علم عليّ عليهالسلام ، أدلّ دليل على كلامنا ، منها : حديث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم «أنا مدينة العلم وعليّ بابها ومن أراد العلم فليأت الباب».
__________________
من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته (ص) ، لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلّهم وأورعهم وأتقاهم وأعلاهم نسبا وأفضلهم حسبا وأكرمهم عند الله ، وكان علومهم عن آبائهم متصلا بجدهم (ص) وبالوراثة واللّدنيّة كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتوفيق ، ويؤيّد هذا المعنى ، أي أنّ مراد النبي (ص) الأئمة الاثني عشر من أهل بيته ، ويشهد له ويرجّحه حديث الثقلين والأحاديث المتكررة المذكورة في هذا الكتاب ـ الينابيع ـ وغيرها ، وأما قوله (ص) كلهم تجتمع عليه الأمة ، في رواية عن جابر بن سمرة فمراده (ص) أنّ الأمة تجتمع على الإقرار بإمامة كلهم وقت ظهور قائمهم المهدي (رضي الله عنهم) «انتهى كلام القندوزي». «المترجم»