__________________
ذكر يحيى بن الحسن في كتاب العمدة من عشرين طريقا في أنّ الخلفاء بعد النبي (ص) اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.
في البخاري من ثلاثة طرق ، وفي مسلم من تسعة طرق ، وفي أبي داود من ثلاثة طرق ، وفي الترمذي من طريق واحد وفي الحميدي من ثلاثة طرق.
قال القندوزي : وفي المودة العاشرة من كتاب مودّة القربى للسيد علي الهمداني ، عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال : كنت مع أبي عند النبي (ص) فسمعته يقول «بعدي اثنا عشر خليفة ، ثم أخفى صوته. فقلت لأبي ما الذي أخفى صوته؟ قال : قال (ص) كلهم من بني هاشم». وعن سماك بن حرب مثل ذلك.
وعن الشعبي عن مسروق قال : بينا نحن عند ابن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ قال له فتى : هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال : إنك لحديث السن وإنّ هذا شيء ما سألني عنه أحد قبلك [نعم عهد إلينا نبينا (ص) أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل.]
وقال القندوزي بعد نقله للروايات في هذا الباب : قال بعض المحققين : إنّ الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (ص) اثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة ، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان علم أنّ مراد رسول الله (ص) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلّتهم عن اثني عشر ، ولا يمكن أن يحمل على الملوك الأمويّة لزيادتهم على اثني عشر ولظلمهم الفاحش ... ، ولكونهم غير بني هاشم لأنّ النبي (ص) قال «كلهم من بني هاشم». في رواية عبد الملك عن جابر ، وإخفاء صوته صلىاللهعليهوآلهوسلم في هذا القول يرجّح هذه الرواية ، لأنهم لا يحسنون خلافة بني هاشم ، ولا يمكن أن يحمل على الملوك العباسيّة لزيادتهم على العدد المذكور ولقلّة رعايتهم الآية : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وحديث الكساء ، فلا بدّ