الإمام عليّ عليهالسلام مع الناكثين والقاسطين والمارقين إنما كانت مثل حرب النبي (ص) مع الكفار والمشركين. إذ لو كانت هذه الطوائف الثالث من المسلمين لما كان رسول الله (ص) يأمر عليا وخيار أصحابه مثل أبي أيوب وعمار بن ياسر بقتالهم ومحاربتهم.
والحاصل من بحثنا أنّ الاضطرابات والحروب التي حدثت في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام لم تكن بسبب سوء سياسة أبي الحسن عليهالسلام وسوء تدبيره وإدارته كما زعم الشيخ عبد السلام ، وإنما كانت بسبب كفر المخالفين وأحقاد المنافقين وحسد الحاسدين. ولو يراجع نهج البلاغة وتطالع عهود الإمام عليّ عليهالسلام إلى عماله ولا سيما عهده الذي كتبه إلى مالك الأشتر حين ولاّه مصر ، وكتبه الى محمد بن أبي بكر وعثمان بن حنيف وابن عباس وغيرهم لأذعنتم أنّ الإمام عليّ عليهالسلام بعد رسول الله (ص) أسوس الناس وأكيسهم وأحسنهم إدارة وأصحّهم تدبيرا كما كان أورعهم وأتقاهم وأعلمهم بكتاب الله وتفسيره وتأويله وناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومجمله ومفصله وعامّة وخاصّه وظاهره وباطنه ، وعنده علم الغيب والشهود.
الشيخ عبد السلام : نرجو توضيح معنى الجملة الأخيرة ، فكيف يكون سيدنا عليّ كرّم الله وجهه عالم الغيب والشهود؟ فهذا كلام مبهم وغريب ومخالف لعقائد عامة المسلمين.
قلت : المقصود من علم الغيب هو العلم ببواطن الأمور وأسرار الكون التي تكون خفيّة إلاّ على الأنبياء والأوصياء والأولياء الذين اصطفاهم ربهم وأعطاهم من علمه ، كلّ على مقدار ظرفه ووعاء قلبه ولا شك أنّ خاتم النبيين صلىاللهعليهوآلهوسلم وسيد المرسلين كان أعلمهم ومن بعده