أمّا معاملة الإمام علي عليهالسلام معهم فقد كانت حسنة كمعاملة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لسلمان الفارسي.
لهذا كان حبّ الإمام عليّ وبنيه عليهمالسلام ، وبغض عدوّه وظالميه ، مكنون في قلوب الإيرانيّين ، ولم يجدوا فرصة لإظهارهما حتّى القرن الرابع الهجري في عهد : آل بويه ودولتهم ، فأظهروا حبّهم لعليّ وأبنائه عليهمالسلام وبغضهم لظالميه وأعدائه.
وليس هناك أيّ ارتباط بين تشيّع الإيرانيّين وحكومة هارون وابنه المأمون العبّاسي.
دولة آل بويه
وأمّا آل بويه ـ الّذين بدأت دولتهم في شيراز في القرن الرابع الهجري ، وسرعان ما سرى نفوذهم في كلّ بلاد إيران والعراق ، بل امتدّ سلطانهم في جميع بلاد بني العبّاس ، وكانت كلمتهم تحكم في كلّ الولاة والحكّام ، وليس للخليفة العبّاسي إلاّ مراسيم الخلافة ـ فقد كانوا من شيعة إيران ، وآل بويه مع هذه القدرة والنفوذ ، ومع أنّهم كانوا شيعة وموالين لعليّ وبنيه عليهمالسلام ، فهم لم يحاربوا التسنّن ، كما
__________________
العلم أنّ حكم التوارث بين المسلمين عربا كانوا أم أعاجم ، وأين ما ولدوا ، في أرض العرب أو غيرها ، من ضروريات دين الإسلام ، نطق به كتاب الله ورسوله ، فليس هناك تخصيص ، وليس من شروط التوارث الولادة في أرض العرب ، ولا العروبة شرط الإسلام ، ولكن كم لهذه القضية في حكومة عمر من نظائر ، وهي تنبئ عن نزعته القومية والعصبية الجاهلية المتأصّلة فيه.
«المترجم».