بعدي أبدا؟ قالوا : بلى.
قال : هذا عليّ فأحبّوه وأكرموه واتّبعوه ، إنّه مع القرآن والقرآن معه ، إنّه يهديكم إلى الهدى ولا يدلّكم على الرّدى ، فإنّ جبرائيل أخبرني بالذي قلته».
وكذلك روى كثير من علمائكم ونقلته لكم في الليالي السالفة ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعمار بن ياسر «يا عمّار إن سلك الناس كلهم واديا وسلك عليّ واديا فاسلك وادي عليّ وخلّ عن الناس».
وكذلك ذكرت لكم في الليالي الماضية من كتب أعلامكم : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال تكرارا وأعلن مرارا بين أصحابه «من أطاع عليّا فقد أطاعني ، ومن أطاعني فقد أطاع الله عزّ وجلّ».
فلا يخفى على العالم المتتبّع أنّ مثل هذه الأحاديث كثيرة جدّا في كتبكم ، وقد صحّحها كبار أعلامكم وأئمتكم ، حتى كاد يحصل منها التواتر المعنوي في لزوم متابعة الإمام عليّ عليهالسلام ووجوب طاعته.
مع العلم بأنّنا ما وجدنا ولا وجد غيرنا حتى حديثا واحدا عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول للمسلمين بأن يطيعوا بعده أبا بكر أو عمر أو عثمان ، ولا يوجد في الكتب حديث واحد عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال فيه بأنّ أحد هؤلاء الثلاثة وصيّه أو باب علمه ، أو خليفته.
ومع ذلك ، تريدون منّا أن نوافقكم في قولكم بأنّ الإمام عليّ عليهالسلام هو رابع الخلفاء الراشدين ، ونقدّم عليه أولئك الذين لن نجد حتى في كتبكم ما ينبئ بأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عيّنهم أوصياء وخلفاء له ، وأئمّة على المسلمين!!
فهل هذا يوافق حكم العقل؟ وهل هو صحيح عند العقلاء