وتحقيق ، ولا بدّ
له من دليل عقلي في اختيار الدين والمذهب.
فلا يصحّ أن يتبع
الهوى فيميل إلى من أحبّ ويختار مذهبه ، فإنّ اختيار الدين والمذهب يجب أن يكون
على أساس المنطق القويم والعقل السليم.
ما هو دليلي على اختياري التّشيع؟
أتظنّون أنّي
اخترت مذهب التشيّع ، لأنّي وجدت آبائي على هذا المذهب فقلّدتهم تقليد أعمى؟ لا
والله!
فانّي من حين عرفت
نفسي وأحسست بحاجتي إلى دين أتديّن به وأعمل بأحكامه وتعاليمه ، بدأت أطالع في
الأديان السماويّة وغيرها ، حتى أنّي طالعت أقوال الماديين والوجوديين أيضا ، لكي
أعرف الحق والحقيقة. فاخترت الإسلام عن معرفة ودراية ، ثم درست أصوله وفروعه بدقة
وتحقيق ، فوحّدت الباري جلّ وعلا وعبدته وفوّضت إليه أموري كلها ، وطالعت تاريخ
سيد المرسلين وفهمت رسالته الشريفة ، وقد ثبت عندي بالأدلّة العقليّة وبمقايسة
دينه بسائر الأديان أنّ الإسلام هو الدين الأكمل والمعتقد الأفضل.
ثم نظرت إلى
اختلاف المذاهب وتاريخ تأسيسها في الإسلام ، وطالعت الأحداث التي حدثت بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقضيّة الخلافة وتشكيل السقيفة وما بعدها ، وطالعت تاريخ
الخلفاء وأعمالم ، وكنت معتمدا في دراستي ومطالعاتي على مصادر الفريقين وكتب علماء
الطرفين ومحدّثيهم ومتكلّميهم ومؤرّخيهم.
وأشهد الله أنّي
وصلت إلى حقّانيّة مذهب الشيعة ، وحقيقة