فأجاب عمر : إنّه واضح ، لا يحتاج إلى تفكير.
فقال علي عليهالسلام : اعلم أنّ كل شيء عندي واضح بهذا الوضوح فلا أحتاج إلى تفكير في جواب أي سؤال (١).]
__________________
(١) لا يشك المحقق البصير والمدقق الخبير ، بأنّ أحدا من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يقاس بالإمام عليّ عليهالسلام في العلم والمعرفة ، فهو أعلمهم قاطبة وكلهم كانوا يحتاجون إليه في علم الدين وكانوا يراجعونه في المسائل والأحكام وكان غنيّا عنهم ، روى العلاّمة القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودّة / الباب الرابع عشر في غزارة علمه عليهالسلام ، روايات كثيرة في هذا المعنى وكلها من الكتب المعتبرة لدى العامّة.
فقال : وعن الكلبي ، قال ابن عباس [علم النبي (ص) من علم الله سبحانه وعلم عليّ من علم النبي (ص) ، وعلمي من علم عليّ. وما علمي وعلم الصحابة في علم عليّ إلاّ كقطرة في سبعة أبحر.]
وفي أواخر الباب روى عن المناقب ، عن عمّار بن ياسر (رض) قال [كنت مع أمير المؤمنين عليهالسلام سائرا فمررنا بواد مملوءة نملا. فقلت : يا أمير المؤمنين ترى أحدا من خلق الله تعالى يعلم عدد هذا النمل؟
قال : نعم يا عمار ، أنا أعرف رجلا يعلم عدده ، ويعلم كم فيه ذكر وكم فيه أنثى.
فقلت من ذلك الرجل؟
فقال : يا عمار ما قرأت في سورة يس ، الآية ١٢ : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ)!
فقلت : بلى يا مولاي ، قال : أنا ذلك الإمام المبين.]
وروى أيضا عن أبي ذر (رض) قال [كنت سائرا مع عليّ عليهالسلام ، إذ مررنا بواد نمله كالسيل ، فقلت : الله أكبر جلّ محيصه فقال عليهالسلام : لا تقل ذلك ، ولكن قل جلّ بارؤه.
فو الذي صوّرني وصوّرك ، إنّي أحصي عددهم ، وأعلم الذكر منهم والأنثى بإذن الله عزّ وجلّ.]
أيّها القارئ الكريم : الروايات في باب إحاطة علم الإمام عليّ عليهالسلام بالأشياء كثيرة في كتب الفريقين ، وقد ذكرت نموذجا منها. «المترجم»