ونقل أبو الحجاج البلوي في كتابه «الف باء» ج ١ / ٢٢٢ قال : لما وصل معاوية خبر قتل عليّ عليهالسلام ، قال : لقد ذهب الفقه والعلم بموت علي بن أبي طالب.]
وهكذا يروى عن سعيد بن المسيب أنّه قال [كان عمر (رض) يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو الحسن (١).]
__________________
(١) هذا الخبر ذكره جمع كثير من علماء العامة وأعلامهم منهم :
الحاكم النيسابوري في المستدرك رواه عن سعيد بن المسيّب ورواه عنه أيضا ابن عبد البرّ في الاستيعاب : ج ٢ / ٤٨٤ ، ورواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى / ٨٢ ، فإنّه بعد ما ذكر مراجعة عمر بن الخطاب إلى الإمام علي عليهالسلام في حكم المرأة التي ولدت لستة أشهر ، قال : وعن سعيد بن المسيّب أنّه قال [كان عمر يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو الحسن.] قال الطبري : أخرجه أحمد بن حنبل وأبو عمر.
وروى العلامة سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص مسائل وقضايا شتى راجع فيها عمر عليا عليهالسلام وأخذ منه حكمها ، وذكرها في فصل بعنوان : (فصل في قول عمر ابن الخطاب [أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن ، وما ورد في هذا المعنى) فنقل في أوله مقال سعيد بن المسيّب عن كتاب «الفضائل» لأحمد بن حنبل ، ثم نقل قضايا ، قال عمر في إحداها [لو لا عليّ لهلك عمر.
وقال في اخرى : اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب.
وقال في أخرى : لا أبقاني الله بعد ابن أبي طالب.
ونقل المتقي في كنز العمال : ج ٣ / ٥٣ ، عن عمر أنّه قال : اللهم لا تنزل بي شدّة إلاّ وأبو الحسن إلى جنبي.]
وروى الطبري أيضا في ذخائر العقبى / ٨٢ ، مراجعة عمر في قضاياه المعضلة وأموره المشكلة ، ثم قوله [اللهم لا تنزلنّ بي شديدة إلاّ وأبو الحسن إلى جنبي ، وذكر أنّ عمر كان يقول لعليّ إذا سأله ففرّج عنه : لا أبقاني الله بعدك يا علي.]
وقال الطبري : وعن أبي سعيد الخدري أنّه سمع عمر يقول لعلي ـ وقد سأله عن معضل فأجابه ـ [أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست فيه يا أبا الحسن.]
والعبارات في هذا المعنى كثيرة جدا. «المترجم»