المجوسية من غير كره وإجبار واعتنقوا الإسلام بالحريّة والاختيار ، لانّهم عاشروا المسلمين وحقّقوا حول الإسلام ، وعرفوا حقّانيّته ، فتمسّكوا به ، وأصبح الإسلام دينهم الذي كانوا يضحّون أنفسهم دونه ، ويقدمون الغالي والنفيس من أجله ، ويجاهدون في سبيل الله تحت راية الاسلام مع العرب وغيرهم من المسلمين جنبا لجنب في صفّ واحد وبعد ما دخلوا في الإسلام ، واجهوا مذاهب شتّى وطرائق قددا ، كلّ منهم يدّعي الحقّ وينسب الآخرين إلى الضلال. فدقّقوا وفتّشوا عن الحقيقة ، وفحصوا وحقّقوا عن الحقّ والواقع ، فوجدوه في مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية ، فتمسّكوا به وانعقدت قلوبهم على معالمه ، فتبعوا عليّا عليهالسلام وأبناءه المعصومين ، ورضوا بهم أئمّة وقادة وسادة ، لأنّ الله تعالى جعلهم كذلك.
٣ ـ إنّ عليّا عليهالسلام كان يعرف حقوق الإنسان وحقوق الأسرى في الإسلام ، لأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يوصي المسلمين بالأسرى ويقول : أطعموهم ممّا تطعمون ، وألبسوهم ممّا تلبسون ، ولا تؤذوهم ... إلى آخره ، فكان عليّ عليهالسلام يلتزم بتطبيق هذه الحقوق ، وأمّا غيره فما كان يعرفها! وإذا كان يعرفها ما كان يلتزم بها.
وحينما جاءوا بأسرى الإيرانيين إلى المدينة ، عاملهم بعض المسلمين بما لا يليق ، فقام عليّ عليهالسلام بالدفاع عنهم ، وخاصة عن ابنتي الملك حين أمر الخليفة أبو حفص ببيعهنّ ، ولكنّ عليّا عليهالسلام منعه وقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منع بيع الملوك وأبنائهم وبناتهم ، وإنّما تنتخب كلّ واحدة من هاتين رجلا من المسلمين فتتزوّج به.