فوقف على قبره وأثنى عليه. ثمّ انصرف وهو يقول : رفعتم والله أيديكم عن خير من بقي.
فتمثل الزبير بقول الشاعر :
لا ألفينّك بعد الموت تندبني |
|
وفي حياتي ما زوّدتني زادي |
إيذاؤه عمّار بن ياسر
ومن أعمال عثمان الثابتة عليه ، ولم ينكره أحد من المؤرّخين ، وهو خلاف العدل والرحمة ، وظلم ظاهر ، لم يرض به المؤمنون ، ولو كان أبو بكر وعمر حيّين لأنكرا عليه وانتقما منه :
ضربه وإيذاؤه عمّار بن ياسر ، الصحابي الجليل الذي قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عمّار ملئ إيمانا من قرنه إلى قدميه». وشهد له ولأبويه بالجنّة ، بل قال صلىاللهعليهوآلهوسلم «إنّ الجنّة تشتاق إليه».
وكان السبب في ضربه امورا ، منها كما نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج ٣ / ٥٠ قال : وروى آخرون ، أنّ السبب في ذلك ، أنّ عثمان مرّ بقبر جديد ، فسأل عنه. فقيل : عبد الله بن مسعود. فغضب على عمّار لكتمانه إيّاه موته ، إذ كان المتولّي للصلاة عليه والقيام بشأنه ، فعندها وطئ عثمان عمّارا حتّى أصابه الفتق.
قال ابن أبي الحديد في صفحة ٥٠ : وروى آخرون ، أنّ المقداد وعمّارا وطلحة والزبير وعدّة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كتبوا كتابا ، عدّدوا فيه أحداث عثمان ، وخوّفوه به ، وأعلموه أنّهم مواثبوه إن لم يقلع.