الزاي
الزّيادة :
الزّيادة : النّموّ ، والزيادة خلاف النقصان ، زاد الشي يزيد زيدا وزيدا وزيادة ومزيدا ومزادا. اي : ازداد (١).
تحدّث النحاة الأوائل عن الزيادة وفضلها في الكلام ، وقد أشار الخليل الى موضعها وبلاغتها وقال سيبويه في مثل : «مررت برجل حسبك به من رجل»
وزعم الخليل ـ رحمهالله ـ أنّ «به» ههنا بمنزلة «هو» ولكنّ هذه الباء دخلت ههنا توكيدا» قال : «كفى الشيب والاسلام» و «كفى بالشيب والاسلام» (٢) فالزيادة تفيد الكلام توكيدا وتقوية والى ذلك ذهب أبو عبيدة وذكر أنّ الحروف تزاد للتأكيد وللتنبيه (٣).
وتحدّث التّبريزي عن الزيادة التي يتم بها المعنى كقول طرفة :
فسقى ديارك ـ غير مفسدها ـ |
صوب الربيع وديمة تهمي |
فقوله : «غير مفسدها» زيادة جعلت المعنى في غاية الحسن (٤).
وذكر المصري أنّ هذا الفن من مستخرجاته ولكن الخليل وسيبويه وأبا عبيدة قد أشاروا الى بلاغة الزيادة ، وأمثلة التّبريزي تجعله من التتميم أو الاحتراس ولكنّ فضل المصري انه فصّل القول فيه (٥).
ونصح المظفّر العلوي الشاعر أن يتجنب الزيادة كما يتجنب الاخلال ، كقول الشاعر :
فما نطفة من ماء نهض عذيبة |
تمنع من أيدي الرقاة يرومها |
|
بأطيب من فيها لو انّك ذقته |
اذا ليلة أسجت وغارت نجومها |
قوله : «لو أنّك ذقته» زيادة أفسد بها المعنى لأنّه أوهم أنّك اذا لم تذقه لم يكن طيبا ولو قال : «بأطيب من فيها واني لصادق» لكان أوكد في الاخبار وأصح في الانتقاد (٦). وقال ابن قيّم الجوزية عن الزيادة في البناء : «هو أن يقصد المتكلم معنى يعبر عنه لفظتان إحداهما أزيد بناء من الأخرى فيذكر الكلمة التي تزيد حروفها عن الاخرى قصدا منه الى الزيادة في ذلك المعنى الذي عبر عنه. ولهذا فان «اعشوشب» و «اخشوشن» في المعنى أكثر وأبلغ من «خشن» «اعشب» ولهذا وقعت الزيادة بالتشديد أيضا.
فان «ستّار» أبلغ من «ساتر» و «عفّار» أبلغ من «غافر». ولهذا قال سبحانه وتعالى : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً)(٧) ، ومنه قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً)(٨) عدل عن «قادر» الى
__________________
(١) اللسان (زيد).
(٢) الكتاب ج ٢ ص ٢٦.
(٣) مجاز القرآن ج ١ ص ٢٢٦.
(٤) الوافي ص ٢٩٦.
(٥) بديع القرآن ص ٣٠٥.
(٦) نضرة الاغريض ص ٤٢٨.
(٧) نوح ١٠.
(٨) الكهف ٤٥.