الجيم
الجامع :
جمع الشيء عن تفرقة يجمعه جمعا ، وأمر جامع يجمع الناس (١).
الجامع هو الذي يجمع بين شيئين أو أكثر ، وهذا من مصطلحات الوصل ، أي هو الذي يجمع بين كل شيئين من الجملتين. وهو ثلاثة أقسام :
الأول : الجامع العقلي ، وهو علاقة تجمع بين الشيئين في القوة المفكرة جمعا يكون مسندا الى العقل بأن يكون أمرا حقيقيا أي واقعا في نفس الأمر من حيث هو هو. قال القزويني : «هو أن يكون بينهما اتحاد في التصور أو تماثل ، فإنّ العقل بتجريده المثلين عن التشخص في الخارج يرفع التعدد. أو تضايف كما بين العلة والمعلول والسبب والمسبب والسفل والعلو والأقل والاكثر فان العقل يأبى أن لا يجتمعا في الذهن» (٢).
الثاني : الجامع الوهمي هو أن تجمعهما تلك الصلة في القوة المفكرة جمعا يكون من جهة الوهم بأن لا يكون أمرا حقيقيا بل اعتباريا ويكون أمرا غير محسوس باحدى الحواس الخمس الظاهرة فإنّ الوهم باصطلاح القوم ما يحكم بالمعاني الجزئية غير المحسوسة. قال القزويني : «هو أن يكون بين تصوريهما شبه تماثل كلون بياض ولون صفرة فإنّ الوهم يبرزهما في معرض المثلين ، ولذلك حسن الجمع بين الثلاثة التي في قوله :
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها |
شمس الضّحى وأبو إسحاق والقمر |
أو تضادّ كالسواد والبياض والهمس والجهارة والطيب والنتن والحلاوة والحموضة والملاسة والخشونة وكالتحرك والسكون والقيام والقعود والذهاب والمجيء والاقرار والانكار والايمان والكفر وكالمتصفات بذلك كالأسود والابيض والمؤمن والكافر. أو شبه تضادّ كالسماء والارض والسهل والجبل والأول والثاني ، فإنّ الوهم ينزل المتضادين والشبيهين بهما منزلة المتضايفين فيجمع بينهما في الذهن ولذلك تجد الضد أقرب خطورا بالبال مع الضد» (٣).
الثالث : الجامع الخيالي ، وهو أن يكون بينهما علاقة تجمعهما في القوة المفكرة جمعا اعتباريا مسندا لأحدى الحواس الخمس. قال القزويني : «هو أن يكون بين تصوريهما تقارن في الخيال سابق ، وأسبابه مختلفة ولذلك اختلفت الصور الثابتة في الخيالات ترتبا ووضوحا ، فكم صور تتعانق في خيال وهي في آخر لا تتراءى. وكم صورة لا تكاد تلوح في خيال وهي في غيره نار على علم» (٤).
__________________
(١) اللسان (جمع).
(٢) الايضاح ص ١٦٢ ، وينظر التلخيص ص ١٩٢ ، مفتاح العلوم ص ١٢٤ ، شروح التلخيص ج ٣ ص ٧٦ ، المطول ص ٢٦٤ ، الأطول ج ٢ ص ١٩.
(٣) المصادر السابقة.
(٤) المصادر السابقة.