الراء
رجحان السابق على المسبوق :
رجح الشيء بيده وزنه ونظر ما ثقله ، وأرجح الميزان أي أثقله حتى مال ، ورجح الشيء يرجح ويرجح ويرجح رجوحا ورجحانا ، ورجح في مجلسه يرجح : ثقل فلم يخف (١).
ورجحان السابق على المسبوق نوع من الأخذ ، ولكنّه يكون أقلّ رتبة ودرجة من المأخوذ منه أي أنّ السابق يرجح على المسبوق. وقد ذكره ابن منقذ ولم يعرّفه وقال إنّه كقول مسلم بن الوليد :
فاذهب فأنت طليق عرضك إنّه |
عرض عززت به وأنت ذليل |
أخذه أبو نواس فقصّر منه الوزن وأطال المعنى فقال :
بما أهجوك لا أدري |
لساني فيك لا يجري |
|
إذا فكّرت في هجو |
ك أشفقت على شعري |
وقال عديّ بن زيد :
لو بغير الماء حلقي شرق |
كنت كالغصّان بالماء اعتصاري |
أخذه ابو نواس فقصّر عنه بقوله :
غصصت عنك بما لا يدفع الماء |
وصحّ هجرك حتى ما به ماء (٢) |
الرّجع :
رجع رجعا ورجوعا ورجعى ورجعانا ومرجعا ومرجعة : انصرف وفي التنزيل : (إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى)(٣) أي الرجوع والمرجع (٤).
تحدث ابن شيث القرشي عن الرّجع وقال : «الرّجع أيضا وهو الرد تقول : «رجعت فلانا عن كذا وكذا» إذا رددته. ومنه (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ)(٥)
وهو ايضا نوعان : مجتمع ومفرق.
فالمجتمع كل كلمتين جاءتا في الكلام المنثور على صيغة واحدة في اللفظ والخط لا تخالف إحداهما الأخرى إلا بأول الحروف ثم يعود ما في كل واحدة من الكلمتين في الاخرى بغير زيادة ولا نقص كقوله تعالى : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ)(٦) ، وقوله : (ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ)(٧). ومنه قول علي ـ صلوات الله عليه ـ : «الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر ، فخذوا من ممركم لمقركم ولا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم». ومنه قول أبي عبادة :
__________________
(١) اللسان (رجح).
(٢) البديع في نقد الشعر ص ٢٠٣.
(٣) العلق ٨.
(٤) اللسان (رجع).
(٥) الطارق ١١.
(٦) الهمزة ١.
(٧) غافر ٧٥.