الخاء
الخبر :
خبرت بالأمر أي علمته ، وخبرت الأمر أخبره إذا عرفته على حقيقته ، والخبر ـ بالتحريك ـ واحد الأخبار ، والخبر : ما أتاك من نبأ عمن تستخبر ، والخبر : النبأ ، وخبّره بكذا وأخبره : نبأه (١).
ذكر سيبويه الخبر مقابل الاستفهام (٢) ، وفعل مثله الفراء (٣) ، وبدأ هذا النوع يدخل الدراسات البلاغية ويأخذ صورة محدودة ، وقد قال المبرد عنه : «الخبر ما جاز على قائله التصديق والتكذيب» (٤). وقسّم ثعلب قواعد الشعر الى أربعة : أمر ونهي وخبر واستخبار (٥) ، وقال إنّ الخبر كقول القطامي :
يقتلننا بحديث ليس يعلمه |
من يتقين ولا مكنونه بادي |
|
فهن ينبذن من قول يصبن به |
مواضع الماء من ذي الغلّة الصادي |
وقال ابن وهب : «والخبر كل قول أفدت به مستمعه ما لم يكن عندك كقولك : «قام زيد» فقد أفدته العلم بقيامه» (٦).
وقال ابن فارس : «أما أهل اللغة فلا يقولون في الخبر أكثر من أنّه إعلام ، تقول : أخبرته أخبره ، والخبر هو العلم. وأهل النظر يقولون : الخبر ما جاز تصديق قائله أو تكذيبه وهو إفادة المخاطب أمرا في ماض من زمان أو مستقبل أو دائم» (٧).
ولكنّ البلاغيين المتأخرين عادوا في بحثه الى منهج المتكلمين وأدخلوا فيه المباحث الفلسفية والعقائدية فقال الرازي : «القول المقتضي بتصريحه نسبة معلوم الى معلوم بالنفي أو بالاثبات. ومن حدّه :المحتمل للتصديق والتكذيب المحدودين بالصدق والكذب ، واقع في الدور مرتين» (٨).
وذكر السكاكي أقوال السابقين في تعريف الخبر وناقشها وذهب الى أنّ الخبر والطلب مستغنيان عن التعريف الحدّي (٩). أما القزويني فقد ذكر آراء السابقين كالنّظّام والجاحظ ، ولكنه أخذ برأي الجمهور وقال في أول بحثه للخبر : «اختلف الناس في انحصار الخبر في الصادق والكاذب ، فذهب الجمهور الى أنّه منحصر فيهما ثم اختلفوا فقال الاكثر منهم : صدقه مطابقة حكمه للواقع وكذبه عدم مطابقة حكمه ، وهذا هو المشهور وعليه التعويل» (١٠). والى ذلك ذهب شراح التلخيص
__________________
(١) اللسان (خبر).
(٢) الكتاب ج ١ ص ١١٩ ، ١٣٤ ، ١٣٥.
(٣) معاني القرآن ج ١ ص ٣٣٥ ، ج ٢ ص ٨٤ ـ ٨٥ ، ٣٥٤.
(٤) المقتضب ج ٣ ص ٨٩ ، وينظر ج ١ ص ١٢ ، ٤١. الروض المريع ص ١٢٠ ، ١٣٣ ، ١٤٣ ، ١٥٧ ـ ١٥٤.
(٥) قواعد الشعر ص ٢٥.
(٦) البرهان في وجوه البيان ص ١١٣.
(٧) الصاحبي ص ١٧٩.
(٨) نهاية الايجاز ص ٣٧.
(٩) مفتاح العلوم ٧٨.
(١٠) الايضاح ص ١٣ ، التلخيص ص ٣٨.