«مقتدر» ليشعر بالزيادة على زيادة قدرة الله تعالى والبيان عن عظم شأنه. ومن هذا المعنى قول أبي نواس :
فعفوت عني عفو مقتدر |
أحلت له نعم فألفاها |
والعرب عادتها أن تزيد في بناء الاسم ليشعر بزيادة المعنى الدال عليه» (١).
وكان ابن الأثير قد تحدّث عن مثل هذا في باب «قوة اللفظ لقوة المعنى» وذكر الأمثلة نفسها (٢). وتحدّث مثل ذلك الزّركشي وقال : «إنّ اللفظ اذا كان على وزن من الأوزان ثم نقل الى وزن آخر أعلى منه فلا بدّ أن يتضمّن من المعنى أكثر مما تضمنه أوّلا ، لأنّ الألفاظ أدلة على المعاني فاذا زيدت في الالفاظ وجب زيادة المعنى ضرورة» (٣) وعقد للزيادة المطلقة قسما ايضا وقال : «والاكثرون ينكرون إطلاق هذه العبارة في كتاب الله ويسمونه التأكيد ، ومنهم من يسميه بالصلة ، ومنهم من يسميه المقحم» (٤) ثم تحدّث عن الزيادة في الحروف والافعال ، ومن الأول قوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ)(٥) وقوله : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ)(٦). ومن الثاني زيادة «كان» في قوله تعالى : (قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا)(٧) ، ومثل قولهم : «أصبح العسل حلوا».
__________________
(١) الفوائد ص ١٠٦.
(٢) المثل السائر ج ٢ ص ٦٠ ، الجامع الكبير ص ١٩٣.
(٣) البرهان في علوم القرآن ج ٣ ص ٣٤.
(٤) البرهان ج ٣ ص ٧٠ ، وينظر الروض المريع ص ١٦٣.
(٥) المائدة ١٣.
(٦) آل عمران ١٥٩.
(٧) مريم ٢٩.