وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً)(١) ، وقول الشاعر :
معتّقة مصفّفة غفار |
شآمية إذا مزجت مروح |
وقول أبي تمام :
مها الوحش إلا أنّ هاتا أوانس |
قنا الخط إلّا أنّ تلك ذوابل |
وقال البحتري :
فأحجم لما لم يجد فيك مطمعا |
وأقدم لما لم يجد عنك مهربا |
ونقل الحموي تعريف ابن مالك وأمثلته (٢) ، وفعل مثله المدني (٣).
وأدخلها القزويني في الموازنة وقال : «فإن كان ما في إحدى القرينتين من الألفاظ أو أكثر ما فيها مثل ما يقابله من الأخرى في الوزن خص باسم المماثلة» (٤) كقول تعالى : (وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ ، وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ)(٥) ، ومثل قول أبي تمام : «مها الوحش ...» وبيت البحتري : «فأحجم ...» وتابعه في ذلك شرّاح التلخيص وغيرهم (٦). وقال المدني : «والفرق بين المماثلة والمناسبة اللفظية توالي الألفاظ المتّزنة في المماثلة دون المناسبة. ولا يخفى أنّ هذا النوع ـ أعني المماثلة ـ ليس تحته كبير أمر ، لكنه لمّا كان أمرا زائدا على ما خلا عنه من الكلام عدّ من البديع» (٧).
والمماثلة عند السجلماسي هي التمثيل قال : «المماثلة وهو المدعوّة أيضا التمثيل ... وحقيقتها التخييل والتمثيل للشيء بشيء له اليه نسبة وفيه منه إشارة وشبهة. والعبارة عنه به وذلك أن يقصد الدلالة على معنى فيضع ألفاظا تدلّ على معنى آخر ، ذلك المعنى بألفاظه مثال للمعنى الذي قصد الدلالة عليه» (٨).
الممتنع :
المنع : أن تحول بين الرجل وبين الشيء الذي يريده ، يقال : منعه يمنعه منعا ومنّعه فامتنع وتمنع (٩).
قال ابن سنان : «الممتنع هو الذي يمكن تصوّره في الوهم وإن كان لا يمكن وجوده مثل أن يتصوّر تركيب بعض أعضاء الحيوان من نوع في نوع آخر منه كما يتصوّر يد أسد في جسم انسان ، فانّ هذا وإن كان لا يمكن وجوده فإنّ تصوّره في الوهم ممكن. وقد يصحّ أن يقع الممتنع في النظم والنثر على جهة المبالغة ولا يجوز أن يقع المستحيل البتة (١٠).
المناسبة :
ناسبه : شاركه في نسبه ، وفلانا يناسب فلانا فهو نسيبه أي قريبه (١١). المناسبة عند الرّمّاني النوع الثاني من التّجانس ، قال : «وهي تدور في فنون المعاني التي ترجع الى أصل واحد» (١٢) كقوله تعالى : (ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ)(١٣) فجونس بالانصراف عن الذّكر ثم صرف القلب عن الخير ، والأصل فيه واحد وهو الذهاب عن الشيء ، أمّا هم فذهبوا عن الذكر وأما قلوبهم فذهب بها الخير. ونقل الصنعاني كلام الرّمّاني
__________________
(١) الاسراء ٥٥.
(٢) خزانة الادب ص ٣٧٠ ، نفحات ص ١٦٤ ، شرح الكافية ص ١٩٥.
(٣) انوار الربيع ج ٥ ص ١٧٨.
(٤) الايضاح ص ٣٩٨ ، التلخيص ص ٤٠٤.
(٥) الصافات ١١٧ ـ ١١٨.
(٦) شروح التلخيص ج ٤ ص ٤٥٧ ، المطول ص ٤٥٧ ، الاطول ج ٢ ص ٢٣٦ ، شرح عقود الجمان ص ١٥٢.
(٧) أنوار الربيع ج ٥ ص ١٧٩ ، وينظر تحرير التحبير ص ٢٩٨.
(٨) المنزع البديع ص ٢٤٤.
(٩) اللسان (منع).
(١٠) سر الفصاحة ص ٢٨٧.
(١١) اللسان (نسب).
(١٢) النكت في اعجاز القرآن ص ٩٢.
(١٣) التوبة ١٢٧.