التّطريف :
طرّف فلان إذا قاتل حول العسكر لأنّه يحمل على طرف منهم فيردّهم الى الجمهور ، والتطريف : أن يرد الرجل عن أخريات أصحابه ، وطرف كل شيء :
منتهاه (١).
قال ابن منقذ : «هو أن تكون الكلمة مجانسة لما قبلها أو لما بعدها أو متعلقة بها بسبب من الأسباب» (٢) ، كقول أبي تمام :
السيف أصدق أنباء من الكتب |
في حدّه الحدّ بين الجدّ واللّعب |
التّطويل :
الطول : نقيض القصر ، وطوّل : أطال ، يقال : طوّل لفرسك يا فلان ، أي أرخ له حبله في مرعاه» (٣).
قال ابن سنان : «التطويل هو أن يعبّر عن المعاني بألفاظ كثيرة كل واحد منها يقوم مقام الآخر ، فأي لفظ شئت من تلك الالفاظ حذفته وكان المعنى على حاله ، وليس هو لفظا متميزا مخصوصا كما كان الحشو لفظا متميزا مخصوصا» (٤).
وقال ابن الأثير : «هو أن يدلّ على المعنى بلفظ يكفيك بعضه في الدلالة عليه» (٥) ، كقول العجير السلولي :
طلوع الثنايا بالمطايا وسابق |
الى غاية من يبتدرها يقدّم |
فصدر هذا البيت فيه تطويل لا حاجة اليه وعجزه من محاسن الكلام.
وقال القزويني : «هو أن لا يتعين الزائد في الكلام كقوله : «وألفى قولها كذبا ومينا» فإنّ الكذب والمين واحد» (٦).
وعدّ بعضهم التطويل عيّا ، قال الرماني : «فأما التطويل فعيب وعيّ ، لأنّه تكلف فيه الكثير فيما يكفي منه القليل فكان كالسالك طريقا بعيدا جهلا منه بالطريق القريب. وأما الاطناب فليس كذلك لأنّه كمن سلك طريقا بعيدا لما فيه من النزهة والفوائد العظيمة فيحصل في الطريق الى غرضه من الفائدة على نحو ما يحصل له بالغرض المطلوب» (٧). ونقل ذلك الصنعاني وقال : «وهذا الاطناب وهو بلاغة وليس بالتطويل الذي هو عيّ لأنّه يتكلف فيه التكثير فيما يكفي فيه القليل فكان كالسالك طريقا بعيدا جهلا منه بالطريق القريب ، والإطناب ليس كذلك لأنّه كما قال الرماني يكون كمن سلك طريقا بعيدا لما فيه من النزه الكثيرة والفوائد العظيمة فيحصل له في الطريق الى غرضه من الفائدة على نحو ما يحصل له بالغرض المطلوب» (٨). وذكر ابن الاثير مثل ذلك فقال : «فانّ مثال الايجاز والاطناب والتطويل مثال مقصد يسلك اليه في ثلاثة طرق ، فالايجاز هو أقرب الطرق الثلاثة اليه ، والاطناب والتطويل هما الطريقان المتساويان في البعد اليه ، إلا أنّ طريق الاطناب تشتمل على منزّه من المنازه لا يوجد في طريق التطويل» (٩).
التّظريف :
الظّرف : البراعة وقيل : حسن العبارة والحذق بالشيء ، وقد ظرف يظرف وهم الظرفاء ورجل
__________________
(١) اللسان (طرف).
(٢) البديع في نقد الشعر ص ١٢٩.
(٣) اللسان (طول).
(٤) سر الفصاحة ص ٢٥٧.
(٥) المثل السائر ج ٢ ص ٧٤ ، وتنظر ص ١٢٩ ، ١٥٦.
(٦) الايضاح ص ١٧٧ ، التلخيص ص ٢١١ ، وتنظر شروح التلخيص ج ٣ ص ١٧٣ ، المطوّل ص ٢٨٥ ، الأطول ج ٢ ص ٣٤.
(٧) النكت في إعجاز القرآن ص ٧٢ ـ ٧٣.
(٨) الرسالة العسجدية ص ٩٩.
(٩) المثل السائر ج ٢ ص ١٢٩ وينظر الروض المريع ص ٨٧.