قائمة الکتاب
الهمزة
الإبهام
٢٥الباء
التاء
الجيم
الحاء
الخاء
الدال
الذال
الراء
الزاي
السين
الشين
الصاد
الضاد
الطاء
الظاء
العين
الغين
الفاء
القاف
الكاف
اللام
الميم
النون
الهاء
الواو
إعدادات
معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها
معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها
تحمیل
الخليل بن احمد في قوله تعالى : (فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ)(١) انّه أريد فحاسوا ، فقامت الجيم مقام الحاء. وحكي عن أبي رياش في قول امرئ القيس :
وإن تك قد ساءتك مني خليقة |
فسلّي ثيابي من ثيابك تنسل |
معناه «تنسلل» فأخرج اللام الثانية ياء لكسرة اللام الأولى. ومثله قول الآخر :
وإنّي لاستنعى وما بي نعسة |
لعلّ خيالا منك يلقى خياليا |
أراد : استنعس ، فاخرج السين ياءا (٢).
وليس هذا من فنون البديع بل هو من الدراسات اللغوية ، ولذلك بحثه ابن فارس في كتابه «الصاحبي» وتحدث عنه اللغويون في مباحثهم ، ولكن الباحثين في علوم القرآن كالزركشي والسيوطي عدوه من البديع وبحثوه مع التفويف وتأكيد المدح بما يشبه الذم والتقسيم والتدبيج.
إبراز الكلام في صورة المستحيل :
قد يبرز الكلام في صورة المستحيل وذلك على طريق المبالغة ليدل على بقية جمله ، كقوله تعالى : (وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ)(٣) وغالى بعض الشعراء في وصف النحول فقال :
ولو أنّ ما بي من جوى وصبابة |
على جمل لم يبق في النار خالد |
وهذا الفن من صور المبالغة المتناهية ، ولكنّ الزركشي تحدث عنه في فنون البديع (٤).
الإبهام :
الابهام بالباء الموحدة وهو الكلام الموهم لأنّ له أكثر من وجه ، وابهام الامر أن يشتبه فلا يعرف وجهه وقد أبهمه ، واستبهم عليهم الأمر : لم يدروا كيف يأتون له ، واستبهم عليه الأمر أي : استغلق (٥).
والابهام عند البلاغيين «إيراد الكلام محتملا لوجهين مختلفين» (٦) ، وسماه السكاكي التوجيه ، وسماه السيوطي كذلك. ولعله يريد السكاكي حينما قال عن التوجيه : «وعرّفه قوم بان يحتمل الكلام وجهين متباينين من المعنى احتمالا مطلقا من غير تقييد بمدح أو ذم أو غيره». وذكر تعريفا آخر ينطبق على الابهام فقال : «وقوم بأن يحتمل معنيين أحدهما مدح والآخر ذم ، وهذا رأي لا نرضاه. والذي عليه حذّاق الصنعة وأصحاب البديعيات وأولهم الصفي الحلي أنّ هذا التفسير للنوع المسمى بالابهام ـ بالباء الموحدة ـ كما اخترعه ابن أبي الاصبع وسماه وعرّفه بذلك» (٧). وقد فرّق المصري بين الابهام والاشتراك فقال : «الاشتراك لا يقع إلّا في لفظة مفردة لها مفهومان لا يعلم أيهما أراد المتكلم ، والابهام لا يكون إلّا في الجمل المؤتلفة المفيدة ويختص بالفنون كالمدح والهجاء والعتاب والاعتذار والفخر والرثاء والنسب وغير ذلك ، ولا كذلك الاشتراك» (٨) ، أي : أنّ الابهام عنده «أن يقول المتكلم كلاما يحتمل معنيين متضادين لا يتميز أحدهما على الآخر ولا يأتي في كلامه بما يحصل به التمييز فيما بعد ذلك بل يقصد ابهام الأمر فيهما قصدا» (٩).
__________________
(١) الاسراء ٥.
(٢) الصاحبي ص ٢٠٣ ، البرهان في علوم القرآن ج ٣ ص ٣٨٨ ، الاتقان ج ٢ ص ٨٩ ، معترك الأقران ج ١ ص ٣٩٢ ، الروض المريع ص ١٤٥.
(٣) الأعراف ٤٠.
(٤) البرهان ج ٣ ص ٤٧.
(٥) اللسان (بهم).
(٦) مفتاح العلوم ص ٢٠٢ ، وينظر الكشاف ج ١ ص ٤٠٠.
(٧) شرح عقود الجمان ص ١٢٧.
(٨) بديع القرآن ص ٣٠٦ ، تحرير التحبير ص ٥٩٦.
(٩) السابقان.