وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (١).
وقال سبحانه : (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) (٢).
فالمفروض على زوجات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ عائشة وقريناتها ـ أن يكرمن النبي ويحترمنه ويطعنه ويخضعن له صلىاللهعليهوآلهوسلم أكثر من غيرهن ، ولكن مع الأسف الشديد نرى في سلوكها تمرّدا على رسول الله كما وصفها المؤرخون وحتى من أعلامكم مثل أبو حامد الغزالي ، والطبري ، والمسعودي وابن الأعثم الكوفي وغيرهم ، قالوا [إنّها تمرّدت عن أمر الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم !] فهل هذا التمرد يدل على طيبها أم خبثها؟! وهل حياة المتمردين على الله ورسوله تكون ناصعة أم سوداء مظلمة؟!
وإني أستغرب كلام الشيخ عبد السلام وقوله : بأن سبب بغضنا لعائشة ، خروجها على الإمام علي كرم الله وجهه!
وكأنّه يحسب هذا الأمر هيّنا! وهو عند الله عظيم عظيم إنّ خروجها وعصيانها يوازي ويساوي خروج وعصيان معاوية وبني أميّة أو أشدّ مما فعلوا فهى شقّت عصى المسلمين ، وسبّبت سفك دماء كثير من المؤمنين والصالحين ، فرمّلت نساء ، ويتّمت أطفالا!! وهي بخروجها على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وأثارة فتنة البصرة ، وأمرها للناس ، وتحريضهم لمقاتلة الامام علي عليهالسلام ، فمهّدت الطريق وفتحت باب الحرب والقتال لمعاوية وحزبه الظالمين وكذلك للخوارج الملحدين الفاسقين!!
فأي ذنب أعظم من هذا يا شيخ! وهي بخروجها من بيتها إلى
__________________
(١) سورة الحجرات ، الآية ٢.
(٢) سورة النور ، الآية ٦٣.