الشيخ عبد السلام : إذا كانت هذه الأخبار صحيحة ، فلما ذا لا نجد في كتب التاريخ والحديث وصيّة رسول الله (ص) لعليّ كرّم الله وجهه وأنا أكتفي بهذا المقدار ومن رام الإكثار فليراجع شرح النهج حتى كما نقلوا وصيّة أبي بكر وعمر وقت موتهما رضي الله عنهما؟
قلت : روى أئمة أهل البيت عليهمالسلام وصايا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام عليّ عليهالسلام ، نقلها علماء الشيعة وسجّلوها في كتبهم ، ولكنّي حيث التزمت من أول نقاش أن لا أنقل خبرا وحديثا إلاّ من كتب علمائكم وأعلامكم ، فأشير في هذا الموضوع أيضا وأجيب سؤالك من مصادركم الموثّقة وأسانيدكم المحقّقة.
فأقول : لكي يتّضح لكم الأمر وينكشف لكم الحق ، راجعوا الكتب الآتية :
١ ـ طبقات ابن سعد : ج ٢ / ٦١ و ٦٣.
٢ ـ كنز العمال : ج ٤ / ٥٤ وج ٦ / ١٥٥ و ٣٩٣ و ٤٠٣.
٣ ـ مسند أحمد بن حنبل : ج ٤ / ١٦٤.
٤ ـ مستدرك الحاكم : ج ٣ / ٥٩ و ١١١.
وسنن البيهقي ودلائله ، والاستيعاب والجامع الكبير للطبراني ، وتاريخ ابن مردويه ، وغير هؤلاء رووا عن النبي وصاياه لعلي بعبارات مختلفة وفي مناسبات عديدة ، خلاصتها قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «يا علي أنت أخي ووزيري ، تقضي ديني وتنجز وعدي وتبري ذمّتي ، وأنت تغسّلني وتواريني في حفرتي».
إضافة إلى ما نقله علماء الحديث في هذا المجال ، فقد أجمعوا على أن الذي قام بتغسيل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وتكفينه وباشر دفنه فأنزله في قبره وواراه في لحده ، هو الإمام عليّ عليهالسلام.