__________________
وفي مستدرك الصحيحين : ج ٣ / ٣٨ [روى بسنده عن جابر أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم دفع الراية يوم خيبر إلى عمر فانطلق فرجع يجبّن أصحابه ويجبّنونه. قال هذا حديث صحيح على شرط مسلم.]
أقول : لقد أفتى كثير من العلماء وفقهاء الفريقين ، أنّ الفرار من الزحف ، من الذنوب الكبيرة التي لا كفّارة لها. كالشرك. مستندين إلى ما رواه المحدثون : «خمس ليس لهنّ كفّارة : الشرك بالله ، وقتل النفس بغير حق ـ إلى أن قال ـ والفرار من الزحف. أخرجه المناوي في فيض القدير : ج ٣ ص ٤٥٨ في شرح الجامع الصغير للسيوطي.
قال : أخرجه أحمد بن حنبل في المسند وأبو الشيخ في التوبيخ عن أبي هريرة (وقال في الشرح) ورواه عنه الديلمي.
أقول : أيها القارئ الكريم بالله عليك! أنصف!! أين هؤلاء الفارون من حيدرة الكرّار؟ الذي روى في حقه ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج ١٤ ص ٢٥٠ ـ ٢٥١ / طبع دار إحياء التراث العربي قال : [وسمع ذلك اليوم ـ أي يوم أحد ـ صوت من قبل السماء لا يرى شخص الصارخ به ينادي مرارا :
لا سيف إلاّ ذو الفقار |
|
ولا فتى إلاّ علي |
فسئل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عنه ، فقال «هذا جبرائيل»].
وبعد نقله الخبر قال ابن أبي الحديد : وقد روى هذا الخبر جماعة من المحدّثين وهو من الأخبار المشهورة ، ووقفت عليه في بعض نسخ مغازي محمد بن إسحاق ، ورأيت بعضها خاليا عنه ، وسألت شيخي عبد الوهاب بن سكينة رحمهالله عن هذا الخبر ، فقال : خبر صحيح ، فقلت : فما بال الصحاح لم تشتمل عليه؟ قال : أو كلّ ما كان صحيحا ، تشتمل عليه كتب الصحاح؟ كم قد أهمل جامعوا الصحاح من الأخبار الصحيحة!