فقال : لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه.
فلحق عليّ بقبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يصيح ويبكي وينادي : (ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي) (١).
بعد ما سمعت هذا الخبر ، اعلم بأنّ كلامك كذب وزور وافتراء علينا ، لأنّك تعلم بأنّ هذه الأخبار ليست من أساطير جهلة الشيعة وعوامّهم ، بل ممّا نقلها كثير من أعلامكم وعلمائكم في كتبهم المعتبرة لديكم.
واعلم أنّ مسئوليّتكم ـ أنتم العلماء ـ خطيرة تجاه الجهلة والعوام ، لأنّهم يأخذون منكم وينقلون عنكم ، وقد قيل : إذا فسد العالم فسد العالم.
الحافظ : مقصودنا من أساطير الشيعة ، هي الأخبار الكاذبة التي وضعوها ، مثل هجوم القوم على بيت فاطمة الزهراء ، وحرق الباب ، وضربها حتّى سقط جنينها ، وأنّ عليا أخرجوه من الدار قهرا ، وأخذوا منه البيعة جبرا ، وأمثال هذه الأخبار المجعولة التي تتناقلها الشيعة في مجالسها بلوعة وحنين وحرقة الواله الحزين.
قلت : إمّا أنّ معلوماتكم التاريخية ومطالعتكم لهذه القضايا ضعيفة ، وإما تعرفون وتحرّفون!
ثمّ تبعا لأسلافكم ، تتّهمون الشيعة المظلومين بوضع الأخبار وجعل الحديث ، وأتباعكم الغافلون يصدّقونكم فيحسبون الشيعة كذلك. بينما هذه الأخبار التي تنكرها وتقول إنّها من أساطير الشيعة ، كلّها مذكورة في كتبكم ، ومنقولة من طرقكم ورجالكم.
وسأنقل بعضها ، حسب اقتضاء الوقت والمجلس ، حتّى يعرف
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية ١٥٠.