وقال ابن أبي الحديد في مقدّمة شرح نهج البلاغة ١ / ١٧ ط دار إحياء التراث العربي : وما أقول في رجل أقرّ له أعداؤه وخصومه بالفضل ، ولم يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله؟! ... وما أقول في رجل تعزى إليه كلّ فضيلة ، وتنتهي إليه كلّ فرقة ، وتتجاذبه كلّ طائفة؟! فهو رئيس الفضائل وينبوعها ، وأبو عذرها ، وسابق مضمارها ومجلّي حلبتها. كلّ من بزغ فيها بعده فمنه أخذ ، وله اقتفى ، وعلى مثاله احتذى.
ويقول في خاتمة المقدّمة : ٣٠ : وجب أن نختصر ونقتصر ، فلو أردنا شرح مناقبه وخصائصه لاحتجنا إلى كتاب مفرد يماثل حجم هذا ، بل يزيد عليه. وبالله التوفيق.
فلا أدري بأيّ عذر أخّروا هذا الرجل الفذّ ، والإنسان العبقري ، العملاق العظيم ، العليّ على البشر بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم .
ولما ذا لم يستشيروه في أمر الخلافة؟!
وهل لهم دليل على تقديم الآخرين عليه؟!
فأنصفوا ولا تتّبعوا التعصّب والعناد!
الحافظ : وأنتم أيضا أنصفوا وانظروا هل يجوز لكم أن تنسبوا لأصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم المقرّبين ، غصب الخلافة ومخالفة أمر الله والرسول؟!
وكيف تعتقدون بأنّ أمّة الإسلام اجتمعت على الباطل والضلال؟!!
أما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا تجتمع أمّتي على الخطأ؟!»
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا تجتمع أمّتي على ضلالة».