إلى بيت الله الحرام والتجأت إلى الكعبة ، وسألت ربّها أن يسهّل عليها الولادة ، فانشقّ لها جدار البيت الحرام وسمعت النداء : يا فاطمة ادخلي! فدخلت وردّ الجدار على حاله فولدتني في حرم الله وبيته (١)].
__________________
(١) اتّفق العلماء على أنّه عليهالسلام ولد في الكعبة حتّى أنّ الشعراء ذكروا له هذه الفضيلة ، منهم : إسماعيل الحميري ، سيّد الشعراء في القرن الثاني ، قال :
[ولدته في حرم الإله وأمنه |
|
والبيت حيث فناؤه والمسجد |
بيضاء طاهرة الثياب كريمة |
|
طابت وطاب وليدها والمولد] |
وقال محمد بن منصور السرخسي ، من شعراء القرن السادس ، في قصيدة منها :
[ولدته منجبة وكان ولادها |
|
في جوف كعبة أفضل الأكنان] |
وللمرحوم السيّد ميرزا إسماعيل الشيرازي قصيدة موشّحة في ميلاد الإمام عليّ عليهالسلام فيها :
[هذه فاطمة بنت أسد |
|
أقبلت تحمل لاهوت الأبد |
فاسجدوا ذلا له فيمن سجد |
|
فله الأملاك خرّت سجّدا |
إذ تجلّى نوره في آدم إن يكن يجعل لله البنون وتعالى الله عمّا يصفون |
||
فوليد البيت أحرى أن يكون |
|
لوليّ البيت حقّا ولدا |
لا عزيز لا ولا ابن مريم سيّد فاق علا كلّ الانام كان إذ لا كائن وهو إمام |
||
شرّف الله به البيت الحرام |
|
حين أضحى لعلاه مولدا |
فوطى تربته بالقدم] |
والقصيدة جميلة جدّا ، تحتوي على نكات لطيفة ، وهي طويلة اكتفينا منها بما نقلنا.
وإنّ خبر ولادته عليهالسلام في الكعبة أمر مشهور ، لا ينكره إلاّ المعاند المتعصّب.
قال الحاكم في المستدرك ٣ / ٤٨٣ : وقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة.
وقال الشيخ أحمد الدهلوي الشهير بشاه ولي ، وهو والد عبد العزيز الدهلوي ، مصنّف «التحفة الاثنا عشرية في الردّ على الشيعة» قال في كتابه «إزالة الخفاء» :