بنونا بنو أبنائنا ، وبناتنا |
|
بنوهنّ أبناء الرجال الأباعد |
قلت : في التنزيل حجّة واضحة تشهد بصحّة هذه الدعوى وهو قوله (عزّ وجلّ) (١) : (وَوَهَبْنا لَهُ) [أي : إبراهيم] (إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ) ـ إلى أن قال : ـ (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى) فعدّ عيسى [عليهالسلام] من جملة الذرّيّة الّذين نسبهم إلى نوح [عليهالسلام] وهو ابن بنت لا اتّصال له إلاّ من جهة أمّه مريم.
وفي هذا دليل مؤكّد على أنّ أولاد فاطمة [عليهاالسلام] هم ذرّيّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا عقب له إلاّ من جهتها ، وانتسابهم إلى شرف النبوّة ـ وإن كان من جهة الامّ ـ ليس بممنوع ، كانتساب عيسى إلى نوح ، إذ لا فرق.
وروى الحافظ الكنجي الشافعي في آخر هذا الفصل ، بسنده عن عمر بن الخطّاب ، قال : سمعت رسول الله يقول : كلّ بني انثى فإنّ عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة ، فإنّي أنا عصبتهم وأنا أبوهم (٢).
قال العلاّمة الكنجي : رواه الطبري في ترجمة الحسن.
هذا ، وقد نقله أيضا بتفاوت يسير وزيادة في أوّله ، بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : كلّ حسب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا حسبي ونسبي (٣).
أقول : ونقله كثير من علمائكم وحفّاظكم ، منهم الحافظ سليمان الحنفي في كتابه : «ينابيع المودّة» (٤) وقد أفرد بابا في الموضوع فرواه عن
__________________
(١) في سورة الأنعام : الآيتين ٨٤ و ٨٥.
(٢) كفاية الطالب : ص ٣٨١.
(٣) كفاية الطالب : ص ٣٨٠.
(٤) ينابيع المودة ، الباب ٥٧ ص ٣١٨.