من يخالف ويغيّر ويبدّل ، وشيء من شيء من جميع الأمور والحوادث بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو قول الله عزّ وجلّ في سورة يس ، الآية ١٢ : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ). «انتهى».
فأوصياء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وخلفائه يمثّلونه في أخلاقه وصفاته وهم ورثوا علومه وفضائله ، ولقد أعلن صلىاللهعليهوآلهوسلم وعرّف عليا عليهالسلام باب علمه لأمّته وأمر من أراد العلم بإتيانه عليهالسلام. ومما يؤكّد بأنّ عليّا عليهالسلام وارث علوم النبوة وأنّه عيبة علوم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قوله عليهالسلام «سلوني قبل أن تفقدوني». ولا يمكن لأحد أن يعلن بهذا الكلام إلاّ إذا كان محيطا بجميع العلوم ، وهذا الأمر لا يتسنّى إلا لمن كان متّصلا بمنبع العلوم وبالعالم الأعلى ، ويحضى بالعلم اللّدنّي الذي يتلقّاه من الله تعالى.
ولقد اتفق العلماء والمحدّثون على أنّه ، انفرد عليّ عليهالسلام من بين الخلق بهذا الإعلان ، وما قاله أحد سواه (١).
__________________
(١) قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج ١٣ / ١٩٦ ، ط دار إحياء الكتب العربية في شرح كلام الإمام علي عليهالسلام : «أيها الناس. سلوني قبل أن تفقدوني فلأنا بطرق السماء أعلم منّي بطرق الأرض». قال [أجمع الناس كلّهم على أنّه لم يقل أحد من الصحابة ولا أحد من العلماء : «سلوني» غير علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ذكر ذلك ابن عبد البر المحدّث في كتاب «الاستيعاب» والمراد بقوله :«فلأنا أعلم بطرق السماء منّي بطرق الأرض» ما اختصّ به من العلم بمستقبل الأمور ، ولا سيّما في الملاحم والدول.
وقد صدّق هذا القول عنه (ع) ما تواتر عنه من الإخبار بالغيوب المتكرّرة ، لا مرّة ولا مائة مرّة ، حتى زال الشك والريب في أنّه إخبار عن علم ، وأنّه ليس على طريق الاتفاق ، قال : وقد ذكرنا كثيرا من ذلك فيما تقدّم من هذا الكتاب.] «انتهى كلام ابن أبي الحديد». «المترجم».