لأنّهم على الهدى والصواب ، ومخالفهم يكون في العمى والضلال (١).
__________________
(١) نقل ابن حجر في الصواعق المحرقة / الباب الحادي عشر / الفصل الأول في الآيات الواردة فيهم / الآية الرابعة / نقل في ذيلها حديث الثقلين بطرق كثيرة ، وقال في نهاية كلامه وفي رواية صحيحة «إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا ان تبعتموهما وهما : كتاب الله وأهل بيتي عترتي». وزاد الطبراني «إني سألت ذلك لهما فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم».
ثم قال : اعلم أنّ لحديث التّمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيّف وعشرين صحابيا ومرّ له طرق مبسوطة .. وفي بعض تلك الطرق أنّه قال ذلك بحجّة الوداع بعرفة ، وفي أخرى أنّه قال بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي أخرى أنّه قال ذلك بغدير خم ، وفي أخرى أنه قال لمّا قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مرّ ، ولا تنافي إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة.
وفي رواية عند الطبراني عن ابن عمر [آخر ما تكلّم به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اخلفوني في أهل بيتي ..». وبعد نقل روايات وكلمات قال تنبيه : سمّى رسول الله (ص) القرآن وعترته ـ وهي بالمثناة الفوقية : الأهل والنسل والرهط الأدنون ـ ثقلين لأنّ الثقل كل نفيس خطير مصون ، وهذان كذلك إذ كل منهما معدن للعلوم اللدنيّة والأسرار والحكم العليّة ، والأحكام الشرعيّة ، ولذا حث صلىاللهعليهوآلهوسلم على الاقتداء والتمسّك بهم والتعلّم منهم ، وقال (ص) «الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت». وقيل سمّيا ثقلين : لثقل وجوب رعاية حقوقهما.]
ثم الذين وقع الحث عليهم منهم إنّما هم العارفون بكتاب الله وسنّة رسوله ، إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب ، ويؤيّده الخبر السابق : «ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم» وتميّزوا بذلك عن بقيّة العلماء لأنّ الله أذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا ، وشرّفهم بالكرامات الباهرة والمزايا المتكاثرة ، وقد مرّ بعضها وسيأتي ...