عليهم الجوع فأقبلوا يخرجون والناس يقتلونهم حتى قتلوا عن آخرهم ولجأ منهم جماعة إلى الجامع بالمدينة فقتلوا كلهم فراجع كامل ابن الأثير ج ٩ ص ١٢٣ وهذه احدى النكبات الفظيعة التي لاقاها التشيع وما أكثرها ومع ذلك فإن التشيع اليوم منتشر في إفريقيا الوسطى والجنوبية زهاء عشرة ملايين نسمة وفي أندونيسيا عدد كبير من الشيعة يقدر بثمانية ملايين نسمة وللعلويين هناك اليد الطولى في انتشار المذهب وكان منهم العلامة السيد عقيل صاحب المؤلفات القيمة كالنصائح الكافية والعتب الجميل وتقوية الإيمان والقول الفصل وكان يقيم في سنغافورة وكانت لهم أندية أدبية تربط أواصر بعضهم من بعض.
أما في مصر فقد انتشر التشيع عند انتشار الإسلام هناك وذلك بواسطة أصحاب رسول الله (ص) الذين شهدوا فتح مصر وهم المقداد بن الأسود الكندي وأبو ذر الغفاري وأبو رافع وأبو أيوب الأنصاري فهؤلاء هم دعاة التشيع والأنصار.
ولما دخلها عمار بن ياسر أيام عثمان بن عفان دعا إلى التشيع ونمت روحه حتى أصبحت البلاد كلها إلى جانب علي بن أبي طالب (ع) وأجمعوا على مقاومة عثمان وجاء وفد من مصر إلى المدينة وجاء وفد أيضا من أنحاء العراق قتلوا عثمان كما تقدم تفصيله ثم دخلها بعد ذلك قيس بن سعد واليا فركز دعائم التشيع هناك وخفق لواؤه وكثرت جنوده لكن بدخول عمر بن العاص الخبيث خادم معاوية تأخر سير تلك الحركة إلى أن زال ملك الأمويين فأظهر المصريون ما انطوت عليه قلوبهم من الولاء لعلي (ع) إلى أن جاءت دولة الفاطميين وبناء جوهر الصقيل جامعة الأزهر باسم فاطمة الزهراء (ع) بتاريخ ٣٥٣ ه وحكموا بلاد مصر ٢٧٠ سنة ولا زال التشيع يظهر في مصر ويخفى حسب العوامل التي تدعو إلى خفائه وظهوره وهو اليوم منتشر هناك وفيه فئات كثيرة.