المعارضين لأحكامهم فكان من الخطر البالغ أن يجهر الاثنان بأيّ رأي حرّ او يذهب الى خلاف ما تراه السلطة الحاكمة ومن سوء حظ الرجل ان يكون له خصوم يسعون به للسلطان فتطبق بحقه هذه المادة فيكون نصيبه القتل او السجن.
اتهام غير الشيعة بالتشيّع وقتلهم :
فهذا المولى ظهير الدين الاردبيلي حكم عليه بالاعدام واتّهم بالتشيّع وذلك لأنه ذهب الى عدم وجوب مدح الصحابة على المنبر وأنه ليس بفرض وقد قبض عليه وحكم عليه القاضي بالاعدام ونفذ الحكم في حقه فقطعوا رأسه وعلقوه على باب زويلة بالقاهرة شذرات الذهب ج ٧ ص ١٧٣.
وامتنع أحد القضاة من المبايعة للخليفة المقتدر العباسي وقال هو خبيث لا تصحّ مبايعته فحكموا عليه بالقتل وذبح أمام الملأ بدمشق.
وهذا سليمان بن عبد القوي المعروف بابي العباس الحنبلي المتولد سنة ٦٥٧ ه والمتوفى سنة ٧١٦ ه كان من علماء الحنابلة ومن المتبرّزين في عصره ودرس في اكثر مدارس الحنابلة في مصر فقد نسب الى الرفض وقامت عليه الشهود في ذلك حتى تعجّب هو من هذه التهمة واستغربها فقال :
حنبلي رافضي ظاهري |
|
أشعري إنها احدى الكبر |
وقد عزّر في القاهرة لمدحه عليا بأبيات منها :
كم بين من شك في خلافته |
|
وبين من قال إنه الله |
ونسب إلى هجاء الشيخين ابي بكر وعمر والحط من مقام عمر بن الخطاب لقوله في شرح الاربعين إن اسباب الخلاف الواقع بين العلماء تعارض الروايات والنصوص وبعض الناس يزعم أنّ السبب في ذلك هو عمر بن الخطاب لأنّ الصحابة استأذنوه في تدوين السنّة والروايات فمنعهم مع علمه بقول النبي