بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة فاختار كل منهما الحياة فأوحى الله إليهما ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب (ع) آخيت بينه وبين محمد (ص) فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة اهبطا على الأرض فاحفظاه من عدوه فنزلا فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه فقال جبرئيل بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة وذكره في مسند أحمد بن حنبل ص ٣٣١ من الجزء الأول وقال الحاكم في المستدرك عن علي بن الحسين قال أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله علي بن أبي طالب (ع) وذكر شعرا لأمير المؤمنين في مبيته على فراش النبي (ص).
آية المباهلة :
السادسة : قوله تعالى (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) ، أجمع المفسرون على أن أبناءنا إشارة إلى الحسن والحسين (ع) ونساءنا إشارة إلى فاطمة (ع) وأنفسنا إشارة إلى علي (ع) فجعله الله نفس محمد (ص) والمراد المساواة وتساوي الأكمل الأولى بالتصرف وهذه الآية أول دليل على علو مرتبة مولانا أمير المؤمنين لأنه تعالى حكم بالمساواة لنفس الرسول (ص) وإنه تعالى عيّنه في استعانة النبي (ص) في الدعاء وأي فضيلة أعظم من أن يأمر الله نبيّه بأن يستعين به على الدعاء إليه والتوسل به ولمن حصلت هذه المرتبة ورواه في تفسير الكشاف وقال أسقف نجران إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها وفي تفسير الفخر الرازي والبيضاوي لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها ثم قال الرازي (واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث) فيا عجبا