عن التقدم وعن قيام الأمّة بما فيه صلاح نفسها وعلاج دائها الاستعمار هو السبب للضعف وذهاب قوة الأمة ويقضي على الدين والآداب والشعائر الاسلامية فالاستعمار ينتهي إلى الشيوعية فإذا بلغ الغاية في الظلم يأتي دور الشيوعيّين للقضاء على ما بقي من الحريّات والفضائل ولم تفتن الجماعات بما تعرض عليها الشيوعية من أساليبها الخادعة إلا بما جنت عليها ايدي المستعمرين الجبّارين الاستعمار يفرّق بين المسلمين ويؤسّس في كل اقليم حكومة استعمارية لتحفظ مصالحه ويسعى سعيه كي لا تستولي عليه الشيوعيّة ولا تذهب بسلطانه ولا يدري أنّ الشيوعيّة وليدته وأنّ التخلص من نكباتها خصوصا في الممالك الإسلامية لا يتحقق إلا بهدم جميع الجنايات الاستعمارية وايكال امور المسلمين الى انفسهم.
الشيوعية جرثومة الظلم والفساد وضد الانسانية .. هلمّوا
أيها الناس إلى قلع مادة الشيوعية من كرة الأرض :
إن فيثاغورس وسقراط وافلاطون وارسطاطاليس كانوا رؤساء الفلاسفة الإلهيين المعتقدين بأنّ الله تعالى مبدأ المبادي وموجد العالم وإليه معاده وكانوا يقولون بخلود النفس وجزاء الأعمال في النشأة الاخرى وبوجود المجرّدات وأن الإنسان اشرف انواع الحيوان فيجب أن يتخلّق بما يناسب شرف الانسانية من مكارم الأخلاق والفضائل وسادت بسببهم هذه العقائد السامية في اليونانيّين وكان من الطبيعي أن تردعهم عن الخصال البهيمية والصفات الحيوانية والتوحش والهمجيّة وتقودهم إلى الكمال الخلقي والسمو المعنوي والشرف الانساني والنظام العمراني والرفعة الاجتماعية والحياة السعيدة وتنهض بهم في كل اطوار الحياة فارتقوا بهذه العقائد السامية والتعاليم العالية إلى أوج العظمة والعزة والقوة وغاية المجد والكمال والملك العظيم.
ثم ظهر في اليونان في القرن الرابع قبل المسيح (ع) المذهب المادي ويعرف باسم المذهب الطبيعي أو المذهب الدهري وتشعّب بمرور الزمن