فالكل من نظامه الكياني |
|
ينشأ من نظامه الربّاني |
غير أن بعض المسلمين جوّز عليه تعالى فعل القبيح تقدّست اسماؤه فجوّز بعض من لا تحصيل له من المعارف من المسلمين أن يعاقب المطيعين ويدخل الجنّة العاصين بل الكافرين وجوّز أن يكلّف العباد فوق طاقتهم وما لا يقدرون ومع ذلك يعاقبهم على تركه وجوّز ان يصدر منه تعالى الظلم والجور والكذب والخداع وأن يفعل الفعل بلا حكمة وغرض ولا مصلحة وفائدة بحجّة أنه لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون فربّ امثال هؤلاء الذين صوّروه على عقيدتهم الفاسدة ظالم جائر سفيه لاعب كاذب مخادع يفعل القبيح ويترك الحسن الجميل تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا وهذا هو الكفر بعينه بل من أشدّ سخافات الكفر وقد قال الله تعالى في كتابه (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ) وقال تعالى (والله لا يحب السفهاء) وقال تعالى (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) وقال تعالى (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) إلى غير ذلك من الآيات الكريمة سبحانك ما خلقت هذا باطلا.
عقيدة الشيعة الإمامية الاثني عشرية في القضاء والقدر :
ذهب قوم وهم المجبّرة إلى أنه تعالى هو الفاعل لأفعال المخلوقين فيكون قد اجبر الناس على فعل المعاصي وهو مع ذلك يعذبهم عليها ، وأجبرهم على فعل الطاعات ومع ذلك يثيبهم عليها لأنّهم يقولون إنّ أفعالهم في الحقيقة أفعاله تعالى وانّما تنسب إليهم على سبيل التجوّز لأنّهم محلّها ويرجع ذلك الى انكار السببية الطبيعية بين الاشياء وأنه تعالى هو السبب الحقيقي لا سبب سواه وقد أنكروا السببية الطبيعية بين الأشياء إذ ظنّوا أنّ ذلك هو مقتضى كونه تعالى هو الخالق الذي لا شريك له. ومن يقول بهذه المقالة فقد نسب الظلم إليه تعالى عن ذلك. وأبي الله أن تجري الأشياء الا بأسبابها وذهب قوم آخرون وهم المفوّضة إلى أنه تعالى فوّض الأفعال إلى المخلوقين ورفع قدرته