من ذلك فاستعمل الوليد بن عقبة حتى ظهر منه شرب الخمر وفيه نزل قوله تعالى (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) المؤمن علي ابن أبي طالب (ع) والفاسق الوليد بن عقبة على ما قاله المفسرون وفيه نزل (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) وكان الوليد يصلي حال إمارته وهو سكران حتى تكلم فيها والتفت إلى من خلفه وقال أزيدكم في الصلاة فقالوا لا قد قضينا صلاتنا واستعمل سعيد بن العاص على الكوفة وظهرت منه أشياء منكرة وقال إنما هي بستان لقريش تأخذ منه ما شئت وتترك منه ما شئت حتى قالوا له أتجعل ما افاء الله علينا بستانا لك ولقومك وأفضى الأمر إلى أن منعوه من دخولها وتكلموا فيه وفي عثمان كلاما ظاهرا حتى كادوا يخلعون عثمان فاضطر حينئذ إلى إجابتهم وعزله قهرا لا باختيار عثمان وولى عبد الله بن أبي سرح مصرا وتكلم فيه أهل مصر فصرفه عنهم بمحمد بن أبي بكر ثم كاتبه بأن يستمر على الولاية فابطن خلاف ما أظهر فأمر بقتل محمد بن أبي بكر وغيره ممن يرد عليه فلما ظفر محمد بذلك الكتاب كان سبب حصره وقتله.
قال ابن قتيبة في كتاب الامامة والسياسة تحت عنوان ما أنكر الناس على عثمان بن عفان أنه اجتمع الناس من أصحاب رسول الله (ص) وكتبوا كتابا ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان من سنة رسول الله (ص) وما كان من هبة خمس غنائم إفريقية لمروان بن الحكم وجعله الولايات في أهله وبني عمه من بني أمية أحداثا وغلمة لا صحبة لهم من رسول الله (ص) ولا تجربة لهم بالأمور.
ايواؤه الحكم بن العاص :
أقول ومنها أنه رد الحكم بن العاص إلى المدينة وهو طريد رسول الله (ص) كان قد طرده وأبعده من المدينة وامتنع أبو بكر من رده