المنصور وهو في الحيرة أو هو قرب (النجف الأشرف) فأتيته فدخلت عليه وجعفر بن محمد جالس عن يمينه فلما أبصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر بن محمد الصادق ما لم يدخلني لأبي جعفر فسلمت عليه وأومأ إليّ فجلست ثم التفت إليه فقال يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة قال جعفر بن محمد (ع) نعم ثم اتبعها فقد أتانا كأنه كره ما يقول فيه قوم انه إذا رأى الرجل عرفه ثم التفت المنصور إليّ فقال يا أبا حنيفة ألق على أبي عبد الله (ع) من مسائلك فجعلت ألقي عليه فيجيب فيقول (ع) أنتم تقولون كذا (يعني مرتزقة علماء العراق القائلين بالرأي) وأهل المدينة يقولون كذا ونحن نقول كذا وربما تابعهم وربما خالفنا جميعا حتى أتيت على الأربعين مسألة ثم قال أبو حنيفة ألسنا روينا ان أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس (مناقب أبي حنيفة ج ١ ص ١٧٣).
قال ابن أبي العوجاء :
ما هذا بشر وإن كان في الدنيا روحاني يتجسد إذا شاء ويتروح إذا شاء فهو هذا وأشار إلى الصادق (ع) وسيجيء بقية أقوال العلماء في أحواله.
التشيع والاسلام تولدا يوم الدار :
لا غرو لو قلنا أن الدعوة إلى التشيع ابتدأت من اليوم الذي هتف فيه المنقذ الأعظم محمد (ص) صارخا بكلمة لا إله إلا الله في شعاب مكة وجبالها فإنه لما نزل عليه قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) جمع النبي (ص) بني هاشم في بيت أبي طالب (ع) وأنذرهم وقال ايكم يؤازرني فيكون أخي ووارثي ووزيري ووصيي وخليفتي فيكم بعدي فلما لم يجبه إلى