تحقيق المسألة :
لا إشكال ان الباغي على أمير المؤمنين (ع) مهدور الدم فضلا عن كونه عاصيا لأمور :
الأول : قوله تعالى : (فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي) روى الحاكم في المستدرك ص ١٥ ج ٣ في مناقب علي (ع) عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر أنه بينما هو جالس مع عبد الله ابن عمر إذ جاءه رجل من أهل العراق فقال يا أبا عبد الرحمن اني والله لقد حرصت ان اعتزل الناس واقتدي بك في أمر فرقة الناس وأعتزل الشر ما استطعت ، وإني أقرأ آية من كتاب الله محكمة فأخبرني عن هذه الآية ، وقرأ الآية المذكورة ، فقال عبد الله ما لك ولذلك ، انصرف عني فانطلق حتى توارى عنا سواده ، فأقبل علينا عبد الله بن عمر فقال : ما وجدت في نفسي من شيء في أمر هذه الآية ما وجدت في نفسي أني لم أقاتل هذه الفتنة الباغية ولا ريب أن البغي على علي (ع) لم يختص بمعاوية بل هو شامل للناكثين والمارقين والقاسطين.
الثاني : الأخبار التي قال فيها رسول الله (ص) لعلي (ع) حربك حربي وسلمك سلمي فإنها دالة على وجوب محاربة من حارب عليا (ع) كما يجب محاربة من حارب رسول الله (ص) وإن المحارب لهما بحكم واحد في وجوب قتله وهدر دمه.
الثالث : الأخبار الآمرة لأمير المؤمنين (ع) بحرب الناكثين والقاسطين والمارقين وأنه بعهد من النبي (ص) وروى الحاكم في المستدرك في مناقب علي (ع) ص ١٣٩ ج ٣ عن عقاب بن ثعلبة قال حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب قال أمر رسول الله (ص) علي بن