كما عيّن الائمة لصلاة الجماعة والمدرّسين في المدارس والوعّاظ لبث المذهب الجعفري وآثاره ومن آثار الشاه طهماسب ترميم الحائر الحسيني واصلاحه وتوسيع الصحن وتجديد المنارة المعروفة بمنارة العبد وملك سنة ٩٣٠ ومات ٩٨٤ وكانت مدة ملكه ٥٤ سنة وكان له أولاد كثيرون تنازعوا الملك بعده وتغلّب احدهم على إخوته وهو اسماعيل الثاني وبقي في الحكم سنة واحدة وبضعة اشهر وقام بعده أخوه محمد خدابنده وكان أعمى ضعيف الرأي وقد اضطرب امر البلاد على عهده وقامت ثورات وفتن وانشق عليه ولده عبّاس واستقل بالحكم.
الشاه عباس الأول مروّج المذهب الجعفري :
ولد الشاه عباس سنة ٩٧٩ واستقل بالملك سنة ٩٩٦ وتوفي سنة ١٠٣٨ وكان الشاه عباس معروفا بأصالة الرأي وقوة العزم وحسن التدبير والعدل في الرعيّة وكانت البلاد الايرانية حين تولى الملك مجزأة الأطراف موزّعة بين الأتراك والتركمان بسوء إدارة أسلافه فاسترجعها ووحّدها تحت سلطانه وانشأ لأول مرة في تاريخ ايران او الصفويين العلاقات السياسية والعلمية والعسكرية بين ايران ودول اوربا كفرنسا وانكلترا وايطاليا وما أن أخضع الثائرين والخارجين عليه حتى حشد الأتراك على الحدود الايرانية مائة الف جندي فصدّهم الشاه عباس وارجعهم خاسرين وقد تبيّن له من حربه مع الأتراك أن الجيش الايراني ينقصه التدريب والنظام فاستقدم الخبراء الأجانب فنظموا له الجيش على الطرق الحربيّة الحديثة يوم ذاك ولمّا اطمأنّ إلى جيشه زحف به على بقية الأقطار التي انتزعها الأتراك من الامبراطورية الايرانية واستردّها قطرا بعد قطر حتى استرجع آذربايجان وشطوط بحر قزوين وبلاد الجراكسة والعراق والموصل وديار بكر وكردستان وما يليها وكانت جيوشه بعد أن دربت تدريبا حديثا تتغلّب على جيش العدو الذي كان يبلغ احيانا ضعفي عدد عساكره.