منع فاطمة ارثها :
ومنها أنه منع فاطمة إرثها فقالت يا ابن أبي قحافة أترث أباك ولا أرث أبي واحتج عليها برواية تفرد هو بها عن جميع المسلمين مع قلة رواياته وقلة علمه وكونه الغريم لأن الصدقة تحل عليه فقال لها إن النبي (ص) قال نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة والقرآن مخالف لذلك فإن صريحه يقتضي دخول النبي (ص) فيه بقوله تعالى (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ) وقد نص على أن الأنبياء يورثون فقال تعالى (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) وقال عن زكريا (إِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) وناقض فعله أيضا هذه الرواية لأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) والعباس اختلفا في بغلة رسول الله (ص) وسيفه وعمامته وحكم بها ميراثا لأمير المؤمنين ولو كانت صدقة لما حلت على علي وكان يجب على أبي بكر انتزاعها منه ولكان أهل البيت الذين حكى الله تعالى عنهم بأن طهرهم تطهيرا مرتكبين ما لا يجوز نعوذ بالله من هذه المقالات الرديئة والاعتقادات الفاسدة وأخذ فدكا من فاطمة وقد وهبها إياها أبوها رسول الله (ص) فلم يصدقها مع ان الله قد زكاها وطهرها واستعان بها رسول الله (ص) في الدعاء على الكفار على ما حكى الله تعالى وأمره بذلك فقال تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) فكيف يأمره الله تعالى بالاستعانة وهو سيد المرسلين بابنته وهي كاذبة في دعواها غاصبة مال غيرها نعوذ بالله من ذلك فجاءت بأمير المؤمنين (ع) فشهد لها فلم يقبل شهادته قال انه يجرّ إلى نفسه وهذا من قلة معرفته بالأحكام ومع ان الله تعالى قد نص في آية المباهلة انه نفس رسول الله (ص) فكيف يليق بمن هو بهذه المنزلة واستعان به رسول الله (ص) بأمر الله في الدعاء يوم المباهلة أن يشهد بالباطل ويكذب ويغصب