مرعيّ الجانب ولهم في النجف الأشرف وقم جماعة وتخرج منها عدد كثير من أبطال العلم مثل الشهيد الأول والثاني والمحقق الثاني والشيخ الحر صاحب وسائل الشيعة والسيد شرف الدين والسيد محسن الأمين ويقول الأستاذ كرد علي أيضا إن في حمص قرى للشيعة خاصة وفي نفس المدينة جماعات ظاهرة ومتسترة وفي أعمال ادلب قرى الغونمة ونبل وغيرهما كلها شيعة وفيها إلى اليوم السادة بنو زهرة نقباء الأشراف والسادة في مدينة حلب وكل هؤلاء من بقايا الحمدانيين ومن فلول شيعة حلب يوم تشتت شملهم يشير بذلك إلى الكارثة التي أصابت الشيعة عند ما أفتى الشيخ نوح المرتزق بكفر الشيعة واستباحة دمائهم أتابوا أو لم يتوبوا فقتل بسبب هذه الفتوى أربعون ألفا من الشيعة وانتهبت أموالهم وأخرج الباقون إلى القرى وغلب مذهب التشيع في حلب بصورة ظاهرة ولهم قوة استطاعوا أن يمنعوا سليمان بن عبد الجبار صاحب حلب عن بناء المدرسة الزجاجية وذلك في سنة ٥١٧ ه.
وسرى التشيع في إفريقيا بانتشار عظيم إلى أن قاومته السلطة يوم كان أمير إفريقيا المعز بن باديس فإنه فتك بالشيعة فتكا ذريعا وذلك في عام ٤٠٧ ه. فقد أوقع بهم وقعة عظيمة ونسبوا ذلك إلى سب الشيخين وهي المادة التي يطبقها الولاة الخونة على من يريدون الفتك به من أي الفرق كان.
وذلك أن المعز بن باديس مر على جماعة من الشيعة في القيروان وقد سأل عنهم فلما أحسّ الناس من المعز الميل عنهم انصرفت العامة من فورها إلى مجتمعات الشيعة فقتلوا منهم خلقا كثيرا وتوجه العسكر للنهب والغارة وشجعهم عامل القيروان فقتل منهم خلق كثير وأحرقوا بالنار ونهبت دورهم وتتبعوهم في جميع إفريقيا واجتمع جماعة منهم إلى قصر المنصور قرب القيروان فتحصنوا به فحصرهم العامة وضيقوا عليهم فاشتد