الجبهة ، إذ هي الأخبار المشهورة دون الموثقة المزبورة المتزلزلة بحسب النسخة.
فانحصر الأخبار المقابلة لأشهر الروايتين في الدالّة على مسح الوجه الظاهرة في الاستيعاب ، وهي كثيرة تبلغ اثنى عشر حديثا أكثرها بحسب السند معتبرة.
لكنها ما بين شاذة ، لتضمنها الوجه والكفين لا الذراعين ، ولا قائل به ، إذ القول بالاستيعاب يشملهما كالقول بالعدم ولا ثالث يفرق. أو محمولة على التقية ، لتضمنها الذراعين.
ومع ذلك فهي غير مقاومة لما تقدّم من الأدلة ، وخصوص الآية والصحيح المفسّر باءها بالتبعيضية (١).
فتطرح أو تؤول بما يؤول إلى الأول بحمل الوجه فيها على الجبهة. ولا بعد فيه ، لشيوع التعبير عنه في المعتبرة في بحث السجود ، كالصحيح : « إني أحب أن أضع وجهي موضع قدمي » (٢).
والصحيح : « خرّ وجهك على الأرض من غير أن ترفعه » (٣).
فالقول باستيعابه ـ كما عن والد الصدوق (٤) ـ ضعيف جدّاً. كضعف إلحاق الجبينين بالجبهة كما عنه (٥). إلّا أنه أحوط ، لدعواه الإجماع عليه في
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣٠ / ٤ ، الفقيه ١ : ٥٦ / ٢١٢ ، التهذيب ١ : ٦١ / ١٦٨ ، علل الشرائع : ٢٧٩ / ١ ، الوسائل ٣ : ٣٦٤ أبواب التيمم ب ١٣ ح ١.
(٢) التهذيب ٢ : ٨٥ / ٣١٦ ، الوسائل ٦ : ٣٥٧ أبواب السجود ب ١٠ ح ٢.
(٣) التهذيب ٢ : ٣١٢ / ١٢٦٩ ، الاستبصار ١ : ٣٣٠ / ١٢٣٩ ، الوسائل ٦ : ٣٥٣ أبواب السجود ب ٨ ح ٢.
(٤) نقله عنه في المختلف : ٥٠.
(٥) نقله عن الفقيه في المدارك ٢ : ٢١٩ ، ولكن ظاهر عبارة الفقيه اختصاص المسح بالجبينين والحاجبين لا إلحاقهما بالجبهة. انظر الفقيه ١ : ٥٧.