هو البحر من أيّ النواحي أتيته |
فلجّته المعروف والبرّ ساحله |
الثاني : العلمية ، ذلك لاحضاره بعينه في ذهن السامع ابتداء باسم مختص كقوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(١) ، وقول الشاعر :
أبو مالك قاصر فقره |
على نفسه ومشيع غناه |
أو لتعظيمه أو إهانته كما في الكنى والالقاب المحمودة والمذمومة.
أو لكناية حيث الاسم صالح لها ، كقوله تعالى :(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ)(٢) أي : جهنمي.
أو لايهام استلذاذه كقول الشاعر :
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا |
ليلاي منكنّ أم ليلى من البشر |
أو التّبرّك به مثل : «الله الهادي ومحمّد هو الشفيع».
أو التفاؤل مثل : «سعد في دارك».
او التّطيّر مثل : «السفّاح في دار صديقك».
الثالث : الموصولية ويكون ذلك لاسباب منها :
عدم علم المخاطب بالاحوال المختصة به سوى الصلة مثل : «الذي كان معنا أمس رجل عالم».
أو لاستهجان التصريح بالاسم ، أو زيادة التقرير كقوله تعالى : (وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ)(٣).
أو التفخيم كقوله تعالى : (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ)(٤) أو تنبيه المخاطب على غلطة كقول الشاعر :
إنّ الذين ترونهم إخوانكم |
يشفي غليل صدورهم أن تصرعوا |
أو للايماء الى وجه بناء الخبر كقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ)(٥).
وربما جعل ذريعة الى التعريض بالعظيم لشأن الخبر كقول الشاعر :
إنّ الذي سمك السّماء بنى لنا |
بيتا دعائمه أعزّ وأطول |
أو لشأن غير الخبر كقوله تعالى : (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ)(٦).
الرابع : الاشارة ، ويؤتى بالمسند اليه اسم اشارة لأحد أمور وذلك : أن يقصد تمييزه لاحضاره في ذهن السامع حسا كقول الشاعر :
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا |
وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا |
أو لقصد أنّ السامع غبي لا يميز الشيء عنده إلا بالحس كقول الفرزدق :
أولئك آبائي فجئني بمثلهم |
إذا جمعتنا يا جرير المجامع |
أو للتنبيه إذا ذكر قبل المسند اليه مذكور وعقب بأوصاف على أنّ ما يرد بعد اسم الاشارة فالمذكور جدير باكتسابه من أجل تلك الاوصاف كقوله تعالى :(أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(٧).
الخامس : التعريف بالالف واللام وتكون لأحد أمور : أن يشار به الى معهود بينك وبين مخاطبك كما اذا قال لك قائل : «جاءني رجل من بلدة كذا» فتقول : ما فعل الرجل؟». وعليه قوله تعالى : (وَلَيْسَ
__________________
(١) الاخلاص ١.
(٢) المسد ١.
(٣) يوسف ٢٣.
(٤) طه ٧٨.
(٥) غافر ٦٠.
(٦) الأعراف ٩٢.
(٧) البقرة ٥.