إذا رمت عنها سلوة قال شافع |
من الحب ميعاد السلوّ المقابر |
|
ستبقى لها مضمر القلب والحشا |
سريرة ودّ يوم تبلى السرائر |
والاقتباس من الآية التاسعة من سورة الطارق وهي :(يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ.)
والاقتباس منه ما لا ينتقل فيه اللفظ المقتبس عن معناه الاصلي الى معنى آخر كما تقدم ، ومنه بخلاف ذلك كقول ابن الرومي :
لئن أخطأت في مدح |
ك ما أخطأت في منعي |
|
لقد أنزلت حاجاتي |
«بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ» |
والاقتباس من الآية السابعة والثلاثين من سورة ابراهيم وهي : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ، رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ.) ولا بأس بتغيير يسير لأجل الوزن أو غيره (١) كقول بعضهم عند وفاة بعض أصحابه :
قد كان ما خفت أن يكونا |
إنّا الى الله راجعونا |
والاقتباس من الآية ١٥٦ من سورة البقر ، وهي :(الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.)
وقول عمر الخيام :
سبقت العالمين الى المعالي |
بصائب فكرة وعلوّ همّه |
|
ولاح بحكمتي نور الهدى في |
ليال للضلالة مدلهمسه |
|
يريد الجاهلون ليطفؤوه |
«ويأبى الله إلّا أن يتمّه» |
والاقتباس من الآية الثانية والثلاثين من سورة التوبة ، وهي : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ ، وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ.)
وكقول الآخر :
فلو كانت الأخلاق تحوي وراثة |
ولو كانت الآراء لا تتشعّب |
|
لأصبح كلّ الناس قد ضمّهم هوى |
كما أنّ كلّ الناس قد ضمّهم أب |
|
ولكنها الأقدار كلّ ميسّر |
لما هو مخلوق له ومقرّب |
اقتبس من لفظ الحديث الشريف : «اعملوا ، كلّ ميسّر لما خلق له». وسار المتأخرون في هذا السبيل كالسبكي والتفتازاني والسيوطي والاسفراييني والمغربي (٢) ، غير أنّ الحموي ذكر رأيا جديدا نسبه الى العلماء وهو أن جعل الاقتباس نوعين : فما قام به الناثرون من الخطباء والمنشئين يسمى الاقتباس ، وما يتم على أيدي الشعراء في أشعارهم يسمى التضمين.
وذلك أنّ العلماء في هذا الباب قالوا : «إنّ الشاعر لا يقتبس بل يعقد ويضمن ، وأما الناثر فهو الذي يقتبس كالمنشئ والخطيب» (٣).
وذكر الحموي أيضا أنّ الاقتباس من كتاب الله على ثلاثة أقسام : مقبول ومباح ومردود. فالاول : ما كان في الخطب والمواعظ والعهود ومدح النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ونحو ذلك.
والثاني : ما كان في الغزل والرسائل والقصص.
والثالث : على ضربين :
__________________
(١) الايضاح ص ٤١٩ ، التلخيص ص ٤٢٣.
(٢) عروس الافراح ج ٤ ص ٤٧٣ ، ٥٠٩ ، المطول ص ٤٧١ ، المختصر ج ٤ ص ٥٠٩ ، الاتقان ج ١ ص ١١٣ ، شرح عقود الجمان ص ١٦٦ ، الاطول ج ٢ ص ٢٥٠ ، مواهب ج ٤ ص ٥٠٩ ، التبيان في البيان ص ٣٤٤ ، شرح الكافية ص ٣٢٦.
(٣) خزانة الادب ص ٤٤٤.