الهمزة
الائتلاف
الائتلاف : الاجتماع والاتّفاق ، يقال : ائتلف الشّيء : ألف بعضه بعضا. قال العلوي : «وهو افتعال من قولهم : ألّف الخرز بعضها الى بعض إذا جمعها» (١) وفي اللسان : «وقد ائتلف القوم ائتلافا وألّف الله بينهم تأليفا» (٢).
وكان قدامة بن جعفر قد بنى على الائتلاف منهج كتابه «نقد الشعر» حينما عرّف الشعر بقوله : «انه قول موزون مقفّى يدلّ على معنى» (٣) ، أي انه يتألف من أربعة أركان : الوزن والقافية واللفظ والمعنى. وقد تولد من ذلك ستة أضرب من التأليف ، غير ان قدامة ذكر ائتلاف اللفظ مع المعنى ، وائتلاف اللفظ مع الوزن ، وائتلاف المعنى مع الوزن ، وائتلاف المعنى مع القافية.
وذكر بدر الدين بن مالك والعلوي والسبكي ائتلاف اللفظ مع اللفظ ، وائتلاف المعنى مع المعنى (٤).
وسمّى ابن حجة الحموي مراعاة النظير ائتلافا وتناسبا وتوفيقا ومؤاخاة ، وعرفه بقوله : «وهو في الاصطلاح أن يجمع الناظم أو الناثر أمرا وما يناسبه مع الغاء ذكر التضاد لتخرج المطابقة سواء كانت المناسبة لفظا لمعنى أو لفظا للفظ أو معنى لمعنى إذ القصد جمع شيء الى ما يناسبه من نوعه أو ما يلائمه من أحد الوجوه» (٥). وقال المدني عن مراعاة النظير : «هذا النوع أعني مراعاة النظير ، سمّاه قوم بالتوفيق وآخرون بالتناسب وجماعة بالائتلاف وبعضهم بالمؤاخاة. قالوا : هو عبارة عن أن يجمع المتكلم بين أمر وما يناسبه لا بالتضاد سواء كانت المناسبة لفظا لمعنى أو لفظا للفظ أو معنى لمعنى ، إذ القصد جمع شيء وما يناسبه من نوعه أو ملائمه من احد الوجوه» (٦). ثم قال : «ولا يخفى ان هذا التفسير يدخل فيه ائتلاف اللفظ مع المعنى وائتلاف اللفظ مع اللفظ ، وائتلاف المعنى مع المعنى. وكل من هذه الأقسام عدّه أرباب البديعيات نوعا برأسه ونظموا له شاهدا مستقلا وجعلوه مغايرا لهذا النوع ، مع انهم مثلوا لائتلاف اللفظ بما مثلوا به لمراعاة النظير بعينه ولا وجه لذلك ، بل كان الصواب تنويع هذا النوع الى هذه الأنواع الثلاثة كما فعل صاحب التبيان حيث قال : مراعاة النظير هو أن يجمع بين أمر وما يناسبه لا بالتضاد ، وهو أصناف :
الأول : ائتلاف اللفظ والمعنى.
والثاني : ائتلاف اللفظ مع اللفظ.
والثالث : ائتلاف المعنى مع المعنى.
وهذا كتنويعهم اللف والنشر الى أنواعه المذكورة والالتفات الى انواعه الستة ، وغير ذلك من أنواع البديع التي تتنوع الى أنواع. وإذ قد اصطلح أرباب البديعيات على جعل مراعاة النظير نوعا برأسه ، وكل
__________________
(١) الطراز ج ٣ ص ١٤٤.
(٢) اللسان (ألف).
(٣) نقد الشعر ص ١٥.
(٤) المصباح ص ١٤٤ ، والطراز ج ٣ ص ١٤٤ ، وعروس الأفراح ج ٤ ص ٤٧٢.
(٥) خزانة الأدب ص ١٣١.
(٦) أنوار الربيع ج ٣ ص ١١٩.