قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها

معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها

معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها

تحمیل

معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها

373/705
*

وسمّاه المظفر العلوي تضمينا وتسميطا وتوشيحا ، ولهذين الفنين معنيان مختلفان عن التضمين ، ولكنه سماهما كذلك ، قال : «باب التضمين ويسمّى التسميط والتوشيح ، وهذا في أشعار العرب قليل جدا وقد استعمل المحدثون من ذلك ما لا يأتي عليه الاحصاء كثرة وعدّا واليسير منه دليل على الكثير.

قال الاخطل :

ولقد سما للخرّميّ فلم يقل

بعد الونى لكن تضايق مقدمي (١)

وهذا تضمين لعبارة «لكن تضايق مقدمي» وليس تسميطا أو توشيحا ، إلا اذا نظر أنّ العبارة المضمنة وشحت وسمطت الكلام.

وتحدث القزويني عن الاقتباس في خاتمة كتابيه «الايضاح» و «التلخيص» فقال : «أما الاقتباس فهو أن يضمن الكلام شيئا من القرآن أو الحديث لا على أنّه منه» (٢) ، وقال : «وأمّا التضمين فهو أن يضمن الشعر شيئا من شعر الغير مع التنبيه عليه إن لم يكن مشهورا عند البلغاء» (٣) ، أي انه فرّق بين الاقتباس والتضمين ، فالأول يخص القرآن والحديث على أن لا يدمج قوله تعالى أو كلامه صلى‌الله‌عليه‌وسلم بكلام الآخرين ، والثاني يخص الشعر. وتبعه في ذلك شراح التلخيص (٤).

ولخّص السيوطي معاني التضمين فقال إنّه يطلق على أشياء (٥).

الأول : ايقاع لفظ موقع غيره لتضمنه معناه ، وهو نوع من المجاز.

الثاني : حصول معنى فيه من غير ذكر له باسم هو عبارة عنه ، وهذا نوع من الايجاز.

الثالث : تعلق ما بعد الفاصلة بها.

الرابع : ادراج كلام الغير في أثناء الكلام لقصد تأكيد المعنى أو ترتيب النظم ، وهذا هو النوع البديعي.

تضمين المزدوج :

قال الوطواط : «ويكون بأن يورد الشاعر أو الكاتب في عباراته أو أبياته لفظين أو أكثر مزدوجين ، وذلك بمراعاته لحدود الاسجاع والقوافي» (٦).

وقال الرازي : «هو أن يكون المتكلم بعد رعايته الاسجاع يجمع في أثناء القرائن بين لفظين متشابهتي الوزن والروي» (٧) كقوله تعالى : (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)(٨) ، وقوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «المؤمنون هينون لينون».

وقال ابن الزّملكاني : «هو أن يقع في أثناء قرائن النثر أو النظم لفظان مسجعان مع مراعاة حدود الاسجاع الأصلية» (٩). وذكر ابن قيم الجوزية (١٠) مثل هذا التعريف وذكر الآية نفسها وقول الشاعر :

تعوّد وسم الوهب والنّهب في العلا

وهذان وقت اللّطف والعنف دابه

ففي اللطف أرزاق العباد هباته

وفي العنف أعمار العداة نهابه

وذكر المدني أنّ هذا النوع من مستخرجات صاحب المعيار (١١) وذكر الأمثلة السابقة وقول البحتري :

__________________

(١) نضرة الاغريض ص ١٩٠.

(٢) الايضاح ص ٤١٦ ، التلخيص ص ٤٢٢.

(٣) الايضاح ص ٤١٩ ، التلخيص ص ٤٢٤.

(٤) عروس الافراح ج ٤ ص ٥١٤ ، المختصر ج ٤ ص ٥١٤ ، المطول ص ٤٧١ ، الاطول ج ٢ ص ٢٥١ ، مواهب الفتاح ج ٤ ص ٥١٤ ، التبيان في البيان ص ٣٤١.

(٥) معترك ج ١ ص ٣٩٨ ، الاتقان ج ٢ ص ٤٠ ، ٥٦ ، ٩٠ ، شرح عقود الجمان ص ١٦٩.

(٦) حدائق السحر ص ١٢٠.

(٧) نهاية الايجاز ص ٣٤ ، الايضاح في شرح مقامات الحريري ص ١٨.

(٨) النمل ٢٢.

(٩) التبيان ص ١٧٢.

(١٠) الفوائد ص ٢٢٦.

(١١) أنوار الربيع ج ٦ ص ٢١٥.