اليهودية أتعلمنا ديننا فقال عثمان قد كثر أذاك لي يا صحابي الحق بالشام فأخرجه إليها فكان أبو ذر ينكر على معاوية أشياء يفعلها فبعث إليه معاوية ثلاثمائة دينار فردها عليه وكان أبو ذر يقول والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها والله ما هي في كتاب الله ولا سنة نبيه والله إني لأرى حقا يطفى وباطلا يحيى وصادقا مكذبا وأثرة بغير تقى وصالحا مستأثرا عليه فقال حبيب بن مسلمة الفهري لمعاوية إن أبا ذر لمفسد عليكم الشام فتدارك أهله ان كان لك فيه حاجة فكتب معاوية إلى عثمان فيه فكتب عثمان إلى معاوية أما بعد فاحمله إليّ على أغلظ مركب وأوعره فوجهه مع من سار به ليلا ونهارا وحمله على بعير ليس عليه قتب حتى قدم المدينة وقد سقط لحم فخذيه من الجهد فبعث إليه عثمان وقال له الحق بأية أرض شئت فقال أبو ذر بمكة قال لا قال بيت المقدس قال لا قال بأحد المصرين قال لا ولكن إلى الربذة فلم يزل بها حتى مات.
وروى الواقدي ان أبا ذر لما دخل على عثمان قال له لا أنعم الله بك عينا يا جنيدب فقال أبو ذر أنا جنيدب وسماني رسول الله (ص) عبد الله فأخذت اسم رسول الله (ص) الذي سماني به على اسمي فقال أنت الذي تزعم أنا نقول أن يد الله مغلولة ، وإن الله فقير ونحن أغنياء فقال أبو ذر لو كنتم لا تزعمون لأنفقتم مال الله في عباد الله ولكني أشهد لسمعت رسول الله (ص) يقول إذا بلغ بنو أبي عاص ثلاثين رجلا جعلوا مال الله دولا وعباده خولا ودين الله دخلا فقال للجماعة هل سمعتم هذا من رسول الله فقال علي والحاضرون سمعنا رسول الله (ص) يقول ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر فنفاه إلى الربذة.
وروى الواقدي ان أبا الأسود الدؤلي قال كنت أحب لقاء أبي ذر