ثانيا : ـ ان الرواية لا تناسب قوله كانتا على عهد رسول الله (ص) فإنه ظاهر في جوازه الواقعي على عهده فلا يصلح أن يكون توطئة لرواية النهي عنه بل ينافيها وإنما يناسب أن يكون توطئة للنهي من نفسه.
ثالثا : ـ أن إرادة الرواية ممتنعة لأنه قرن المتعتين والمعلوم من دين النبي (ص) حلية متعة الحج إلى آخر الأبد كما تواترت به الأخبار ولأجل صراحة قول عمر في التشريع خلافا للرسول الله (ص) قال المأمون العباسي وهو يحكي كلامه من انت يا جعل حتى تنهى عن ما فعله رسول الله (ص) كما ذكره ابن خلكان في ترجمة يحيى بن اكثم.
المتعة في القرآن :
قال الله تعالى في سورة النساء آية ٢٣ (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً) تدل على حلية النساء إلى يوم القيامة ولو أريد بها النكاح الدائم للزم التكرار لأنه تعالى قد بين بالآيات التي قبلها حكم النكاح الدائم قال تعالى (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) ـ إلى قوله تعالى ـ (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً) ولما استفاض عند القوم وأبناء العامة عن ابن عباس وأبي بن كعب من أن الآية هكذا «فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى» قال فخر الرازي في تفسيره روي عن أبي بن كعب انه كان يقرأ فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن قال وهذا أيضا قراءة ابن عباس والامة ما أنكرت عليهما في هذه القراءة فكان ذلك إجماعا من الامة على صحة هذه الرواية وروى الحاكم في كتاب التفسير من المستدرك ص ٢٠ ج ٢ عن أبي نضرة قال قرأت على ابن عباس فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى قال أبو نضرة فقلت وما نقرأها كذلك فقال ابن عباس والله لا نزلها الله كذلك ثم قال