من لا يحضره الفقيه للشيخ محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الشهير بالصدوق المتوفى سنة ٣٨١ ه بالرّي ورد بغداد سنة ٣٥٥ ه وحدّث بها وكان جليلا حافظا للأحاديث بصيرا بالرجال ناقدا للأخبار كثير التأليف وقد بلغت مؤلفاته ٣٠٠ كتابا على اختلاف العلوم وأهمّها كتابه الجليل وهو كتاب من لا يحضره الفقيه الذي هو من أهمّ كتب الحديث عند الشيعة وعدد أحاديثه ٥٩٦٣ حديثا. والتهذيب والاستبصار لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسي المولود سنة ٣٨٥ ه والمتوفى سنة ٤٦٠ ه في النجف الأشرف. هاجر إلى بغداد سنة ٤٠٨ ه في أيام علم الشيعة محمّد بن محمّد بن النعمان الشهير بالشيخ المفيد فاتّصل به واستفاد منه ولمّا توفي سنة ٤١٣ ه اتّصل من بعده بعلم الهدى السيّد المرتضى المتوفّى سنة ٤٣٦ ه وبعد وفاة السيّد استقل الشيخ بالزعامة وكانت بغداد كمدرسة جامعة تأوي إليها طلّاب العلوم فكان عدد تلامذته ثلاثمائة من الشيعة وكثير من سائر المذاهب وقد جعل له خليفة عصره القائم بأمر الله عبد الله بن القادر كرسي الكلام والإفادة لأنه فاق اقرانه فعيّن هو لتلك المنزلة ولما هبّت عواصف الطائفية واشتد النزاع بين المذاهب وبين السنة والشيعة بالأخص وكان الموقف على أشدّ ما يكون من الخصام ولم تزل الدولة تنضم لجانب السنة كعادتها فأحرقت كتب الشيخ رحمهالله بأمر طغرلبك أوّل ملوك السلاجقة وكانت مكتبته تحتوي على اكثر من عشرة آلاف مجلّد من أهم الكتب كلّها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحرّرة كما ذكر ذلك ياقوت الحموي وفي سنة ٤٤٨ ه نهبت داره فاحرقت وهاجر الشيخ إلى النجف الأشرف فقصده طلاب العلم من أقطار العالم فالشيخ الطوسي يعدّ في الواقع هو واضع الحجر الأساس لمعهد النجف الأشرف وقبره