القضاء عنه وكان عند الامام الباقر (ع) نسخة من كتاب عليّ بخطّه يرجع إليه وتوارثه أولاده وأحفاده كما أن عندهم صحف بمختلف العلوم يتوارثونها عنه واحدا بعد واحد وكذا تلاميذه فهذا عليّ بن ابي رافع مولى رسول الله (ص) وخازن بيت المال في زمان خلافة عليّ بن أبي طالب (ع) كان من تلامذة امير المؤمنين (ع) وخواصه ذكره النجاشي في الطبقة الأولى من مصنفي الشيعة وجمع كتابا في فنون الفقه تلقّى ذلك عن أمير المؤمنين (ع) وكانوا يعظمون هذا الكتاب وله كتاب السنن والأحكام وابو سليمان زيد الجهني الذي شهد حروب الامام عليّ (ع) وألّف كتاب الخطب في عصر أمير المؤمنين (ع).
عهد الامام عليّ لمالك الأشتر :
إن أعظم أثر خالد دوّنه الامام عليّ بن أبي طالب (ع) هو عهده لمالك الأشتر الذي يحتوي على أهمّ القواعد والأصول التي تتعلق بالقضاء والقضاة وإدارة الحكم في الإسلام وقرّر فيه قواعد مهمة في التضامن الاجتماعي بل التعاون الإنساني في إقامة العدل وحسن الإدارة والسياسة وبيان صلاح الهيئة الاجتماعية وتنظيم الجيش وبيان الخراج وأهميته وكيف يجب أن تكون المعاملة فيه والنظر في عمارة الأرض وما يتعلّق بذلك من أصول العمران وما فيه صلاح البلاد وما للتجارة والصناعة من الأثر في حياة الأمة في العدل الإسلامي بل هو يعتبر في الواقع كتابا مستقلا له أهميته في التشريع الإسلامي واعتز به علماء القانون العصري وساسة الأمم فهو أثر خالد ومفخرة الإسلام على ممر الدهور ولهذا العهد شروح عديدة ذكرها اسد حيدر في كتابه الامام الصادق (ع)