وفي المدينة من يوم هجرة الرسول الأعظم ١٤ ربيع الأول أول التاريخ الإسلامي مخصوصا في القرن الرابع انتشر بصورة ظاهرة وقد عظم ذلك على من يسوؤهم انتشار مذهب أهل البيت كابن حزم فقد وصف المدينة المنورة بما لا يليق بها لوجود الشيعة فيها فراجع النبذ في أصول الفقه الظاهري لابن حزم الأندلسي. كما انتشر في الشام وكان أبو ذر الغفاري الصحابي الجليل هو الذي نشر المذهب هناك ولا يزال في قرية الصرفند بين صيدا وصور مقام معروف باسم أبي ذر اتخذ مسجدا معمورا وهم اليوم عدد كثير اشتركوا في ادارة البلاد وشغلوا مناصب مهمة في حكومة سوريا ومنهم التجار والأطباء لهم مركز مهم هناك وتقام عندهم مآتم عزاء الحسين (ع) علنا في عاصمة الأمويين ويحضرها كثير من أهل السنة والخطيب يفصح بمخازي معاوية ويزيد وبني أمية مستنبطا ذلك من التاريخ الصحيح ويقول ابن جبير في رحلته في وصف المذاهب المتغلبة على الشام في القرن السادس إن الشيعة أكثر من السنيين وقد عموا البلاد بمذهبهم ويقول كرد علي وفي دمشق يرجع عهدهم أي الشيعة ، إلى القرن الأول للهجرة وفي أكناف حوران وهم مهاجرة جبل عامل وفي شمال لبنان والمتن والبترون وهم مهاجرة بعلبك ولا يقل عدد الشيعة في الشام من الإمامية عن مائتي ألف نسمة فراجع خطط الشام لكرد علي ج ٦ ص ٢٥٢ أما جبل عامل وبيروت ومحلة الشياح وبرج حمود وبعلبك فهو البلد الواقع بين الصرفند جنوبا ونهر الأولي شمالا وغور الحولة وما والها إلى أرض البقاع شرقا أطراف بعلبك والبحر المتوسط غربا فقد كان بدء التشيع في جبل عامل بفضل الجهود التي بذلها المجاهد في الله أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وانتشر بسبب دعوته وكانت حركة علمية واسعة حتى اليوم وعلماء جبل عامل خمس علماء الشيعة الإمامية الاثني عشرية في أقطار العالم ونذكرهم إنشاء الله في آخر الكتاب.
فالتشيع في لبنان منتشر بكثرة ويسير بكل نظام وهدوء محفوظ الحقوق