مستورا وهذه سنة الله في جميع الأزمان وفي جميع الأنبياء من لدن آدم إلى خاتم الأنبياء صلى الله عليهم أجمعين ولأجله أيضا ذهبت الامامية إلى أن الأئمة كالأنبياء في وجوب عصمتهم عن جميع القبائح والفواحش من الصغر إلى الموت عمدا وسهوا لأنهم حفظة الشرع والقوامون به حالهم في ذلك كحال النبي (ص) لأن الحاجة إلى الإمام إنما هي الانتصاف للمظلوم من الظالم ورفع الفساد والفتن ولأنّ الإمام لطف يمنع القاصد من التعدي ويحمل الناس على فعل الطاعات واجتناب المحرمات ويقيم الحدود والفرائض ويؤاخذ ويعزّر الفسّاق من يستحق التعزير فلو جازت عليه المعصية وصدرت عنه انتفت هذه الفوائد.
الامام أفضل من رعيته :
قال العلامة يجب أن يكون الإمام أفضل من رعيته اتفقت الامامية الاثنا عشرية على ذلك وخالف فيه الجمهور فجوّزوا تقديم المفضول على الفاضل وخالفوا مقتضى العقل ونص الكتاب فإن العقل يقبح تقديم المفضول والقرآن نص على انكار ذلك فقال تعالى (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ، وقال تعالى (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) وكيف ينقاد الأعلم الازهد الاشرف حسبا ونسبا لأدون في ذلك كله.
ونقول إن رئاسة الإمام رئاسة دينية وزعامة إلهية ونيابة عن الرسول (ص) في أداء وظائفه فلا تحصل الغاية إلا أن يكون الإمام معصوما وأفضل من الرعية وإلا لجاز ان يكون الإمام كافرا أو منافقا أو أفسق الفاسقين.