لسان رسوله او لسان الامام المنصوب بالنصّ إذا أراد أن ينصّ على الامام من بعده وحكمها في ذلك حكم النبوة بلا فرق فليس للناس ان يتحكموا فيمن يعيّنه الله هاديا ومرشدا لعامة البشر كما ليس لهم حق تعيينه او ترشيحه او انتخابه لأن الشخص الذي له من نفسه القدسية استعداد لتحمّل أعباء الامامة العامة قاطبة يجب ألا يعرف إلا بتعريف الله تعالى.
ونعتقد أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم نصّ على خليفته والامام في البرية من بعده فعيّن رسول الله ابن عمّه علي بن ابي طالب اميرا للمؤمنين وأمينا للوصي وإماما للخلق في عدة مواطن ونصبه وأخذ البيعة له بامرة المؤمنين يوم الغدير فقال (ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه) كما ذكرنا فيما مرّ مجموعة من النصوص تيمنا بالآيات القرآنية والروايات المتواترة مفصّلا.
عقيدة الشيعة في الجور والظلم :
من اكبر ما كان يعظّمه الائمة عليهمالسلام على الانسان من الذنوب العدوان على الغير والظلم للناس وذلك اتباعا لما جاء في القرآن الكريم من تهويل الظلم واستنكاره مثل قوله تعالى ولا تحسبنّ الله غافلا عمّا يعمل الظالمون إنّما يؤخّرهم ليوم تشخص فيه الأبصار.
وقد جاء في كلام امير المؤمنين عليهالسلام ما يبلغ الغاية في شناعة الظلم والتنفير منه كقوله وهو الصادق المصدق من كلامه في نهج البلاغة والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة اسلبها جلب شعيرة ما فعلت وهذا غاية ما يمكن أن يتصوّره الانسان في التعفّف عن الظلم والحذر من الجور واستنكار عمله أنه لا يظلم نملة في قشرة شعيرة وإن اعطي الأقاليم السبعة فكيف حال من بلغ من دماء المسلمين ونهب اموال الناس والاستهانة بأعراضهم وكرامتهم كيف يكون قياسه الى فعل امير المؤمنين (ع) وكيف تكون منزلته عنده صلوات الله عليه إن هذا هو الأدب الإلهي الرفيع الذي يتطلبه الدين من البشر.